منبر العراق الحر:
الضوء الواقف على رأس الجندي
انحنى ظهره
وأناره الشيب
الجندي الذي رأسُه مبنيّ للمجهول
وقلبه مبني للمعلوم
الواقف بلا ظلّ يحيّي الشمس
وبندقيته مصوّبة على رأس غيمة…
الخريف أعلن إفلاسه
على أبواب المواسم
والشتاء أضحى مديونا لعيون الأمهات
بعد أن اعتكفتْ البحار عن لطم خدود الشواطئ
والريح أضحت تمر بلا زاوية
والجبل لم يعد دائم الإقامة في نظرنا الكسيح
ولم يعد يلقي خطبة على الجموع
الحرب الدائرة حول مكان إقامة الله الدائمة
وحول مكان إقامتنا المؤقتة على الأرض
أطفأت كثيرا من شموع أعمارنا
ومابرح الطقس في حانة تشرين
يبيع سكر نباتٍ
للبرتقال
وبلورة صفراء لقنديل السكر
غير مكترث بالحرب الصفراء
والطريق هي هي
لا تتدخل في تلعثم الأقدام على رغوة المطر الأولى
ولا تُزحلق قدما واحدة للحرب
أطفال المدارس بمراويلهم الزرقاء
مبللون ككلمات حبر مائي أوّل ترجّلها على السطور
وهناك من يضع دوائر حمراء حول أسمائهم
والكبار جميعهم
مشغولون بحرب الزوايا القاتلة
وإعداد ما قل ودلّ على الطعام والدفء والنور لعائلاتهم
جميعهم غرباء
في وطن تم التعرّف إليه في زنزانة
يبحثون عن إقامة حادة أو منفرجة أو قائمة
في هذا العالم المقيم قيحا في جرحنا…