منبر العراق الحر :
صمتي شجرةٌ تنمو داخل قفص،
أوراقُها طيورٌ معدنية
لا تُغَنِّي، ولا تُحّلّق.
جرس معطّل يرنّ في حلقي
ولا يسمعه احد.
شفاف كدمعة متجمدة
تتهجّاها الريح
صمتي فوضى
تدخل بيتا بلا أبواب
تعيد ترتيب الغبار
وتقلب البراويز عل الأعقاب
فجّ كمدينة تتنكر لشوارعها
وشوارع تفقد ذاكرة العناوين
وصمتك تبغ رديء
الاحق دخانه
يتسرّب بين اصابعي
يطل على الشقوق
ويضحك في الفراغ
صمتك
كهف بلا مدخل وهوّة بلا قعر
يخبئ الليل في جرابه
يلتهم الصدى قبل ان ينطف
يسرط الوقت ويلفظه رمادا
صمتك وقح
كساعة بلاعقارب
كمرآة تسرق ملامحي
كظل خنجر يستطيل على الجدار
يغتال الضوء ويترك المكان ضريرا
صمتك وحش يداهم نوافذي
وصمتي المرتاع يغلق الابواب
ويبلع المفاتيح
صمتي وصمتك
شرفة ترتع فيها الريح
سلّم صاعد إلى فراغ
لا ينتهي ولا يبتدي
صمتي وصمتك:
كائنان يتنفسان
داخل كرة من زجاج
يتبادلان النظرات
غريبان في نفس المكان
لغتان تسيران
على سلم صاعد في الفضاء
صمتك يسأل وصمتي يجيب
لغتان معلقتان في فراغ
مشغول بترتيب انفاس الاستفهام
صمتي وصمتك
يختلفان في الاتجاه
لكنهما ينتهيان في نفس المكان
كقمرين على نفس المدار
قمران يرتديان وجها ناعما
يشبه
ابتسامة مذبوحة
_________
بثينة هرماسي