منبر العراق الحر :
ذكرتنا الصديقة ام حنين بأغنية كتبها عزيز السماوي وغناها الهام المدفعي : ((خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع , خافن يمر بالعكد.. رش العكد بدموع , يا قليبي وين الحزن.. حدر الحدر مرفوع , دومك تون ونتك.. تبكي بدمع مفجوع )) , وما زال بريق البراءة منذ كذا من السنين يضيء ملامح غيوم داكنة الحنين وامنيات متعبة , تتدلى من شفاه ملحاحة تنتظر بفارغ اليأس موسم قطاف القُبل قبل موعد الحصاد ببضع سويعات .
وتنساب ألأغنية : (( طيفك امل كذاب.. فوق السما مرفوع , بالك تصيح بحزن.. صوت الحزن مسموع , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع )) , وأنا لا أزال أحلم بالسمفونيات , بالأوتار المرتفعة والنحاسيات الجريئة , كما يمكن لارتفاع مفاجئ أن يرفع معنويات القلب , كما يمكن لنغمة هادئة أن تجلب الدموع , كل رشفة من القهوة , وكل قضمة من الكعكة , هي نغمة في تأليف رائع , ومذاقات من الإلهام . فتتفاعل الأنعطافات , ويستمر الشدو : (( شكبان ليلك غضب.. بالك تفز بالليل , دافن بصيص الأمل.. مسهّر نجوم سهيل , والريل فات وجزا.. مالك شغل بالريل , حطلنا موقد جمر.. زوُد سعير الويل , ذوّب شموع الوصل.. فرهد حبابي الهيل , بس لايبوك العمر.. طيف العمر ملسوع , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع )) , تتهادى أحلام القبلة الأولى , كان لها طعم يمتد لسابع نسل , وهوس الصبا يذرع الطرقات , والملامح تتلامض الشفتين الطريتن التي تجعلنا نرتمي عطشا , لنبلسم بها تشققات الشفاه الذابلة , وكيف بطيش الصبا الحافي القدمين , المصبوب على ذلك الخيال المرتبط في تلك المنامات الوقحة حيث تتوسد الذراعات كأقرب ما يكون .
أبق مع ألأغنية بأنصات حالم : (( يا دموعي طيفك غرق.. امسح دموع الطيف , شمسح جزاني الوقت.. راح الحلم يا حيف , قمرية وما مش بعد.. وليش احنا موش بصيف , ظلمه ودواشق حزن.. لا تظن روحي بكيف , غرّب شراع الفرح.. اهلاً اجانا الضيف , حسبالي يسوى العتب.. ثاري العتب مرفوع , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع )) , يدور العالم حوله , ولكنه هنا يتوقف عنده الزمن , فقط الموسيقى والصمت , والفوضى والهدوء , وسيد الصوت , في مكان حيث تنضج الأحلام مع كل إبريق قهوة , و في الخارج ينزل المطر برفق , مثل يد لطيفة على النافذة , وتلعب معه إيقاعات الحياة , ويسمع كل شيء , همسات الغرباء , وصرير الكؤوس , وحفيف الصحف , كل صوت ينسج في ذهنه , ترددات وأرتباطات حزينة , ويبدأ بجمع قطرات الندى في راحته خارج فصول الظمأ المشاكسة , فينثني مع القصيدة ليبني جسورا من خيوط العناكب لعابر سبيل فقد حريّة الاستدارة إلى الوراء فمضى إلى حال سبيله يبحث عن خُفّي حُنين بين مكبّات الذاكرة ومقابر الكلمات . ومع تهجدات النفس , يستمر بالأصغاء للأغنية : (( لملم سنين العمر.. عثرهه ليل الضيم , فارشها فوق الهضب.. طرزها لون الغيم , مشتال عمرك ذبل.. ما حّن نثيث الديم , والكيظ اجاك بثقل.. بعدك تظل امجيم , خيال حلمك مرك.. شتكله عيب انهيم , يبست انهار الامل.. وانتظر روحي تموت , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع)) , يتهادى العمر, ليُقاس بالامتار المربّعة ,طويل القامة مستطيل الخُطى , وبالزوايا الحرجة , ورغم ذلك تنمو السنوات بشكل أفّقي كأنًها خيط من سراب كثيف بين عالمين متناقضين في المضمون لا في الشكل ولا في التشكيل , وبينما تغرب الشمس , يأخذ بيتهوفن بقلب مليء بالنوتات الموسيقية , جرعة أخيرة , وعقله حي بوعد الغد , جاهزا لمشاركة ألحانه في كل الزوايا الهادئة من العالم , جاهزا للسماح للموسيقى بالتدفق مع ألأبوذية (( آنة من الجرح ماخاف .. لوسال , يراه شامت واخاف شلون لوسال , سيفك بالجذب لعداي .. لوسال , علي هد واكولن هد الية)) , كيف وانا الذي فارقه الفرح ولسان حالي يتقلب : اجلبنك يليلي 12 تجليبه :
فاركني الفرح والكلب بس احزان
وخلاني الوكت متعايش ابنيران
ميهمني الزمان وكل بشر شمتان
لأن طبعي جبل ما افقد الهيبه .