منبر العراق الحر :
أتت نتائج دراسة حديثة لتقدم حلاً ثورياً في مواجهة سرطان البنكرياس. إذ تبين أن اللجوء إلى جرعات مرتفعة من الفيتامين “سي” Vit C له أثر إيجابي على المصابين بأورام خبيثة، تحديداً سرطان البنكرياس، بحسب تقرير نشر أخيراً في الموقع الشبكي “نيويورك بوست” nypost.
واستكمالاً، اكتشف الباحثون أن إعطاء 75 غراماً من الفيتامين “سي” ثلاث مرات في الأسبوع إلى مرضى في مراحل متقدمة من إصابتهم بسرطان البنكرياس ويتلقّون العلاج الكيمياوي، ضاعف المدة المتوقعة لبقائهم على قيد الحياة من 8 أشهر إلى 16شهراً. وكذلك زادت فترة معدل العيش من دون تطور المرض لفترة تتراوح بين 4 و6 أشهر.
ونُشرت الدراسة الأصلية في مجلة “ريدوكس بيولوجي” Redox Biology. وقد استندت إلى 20 عاماً من البحوث عن تأثيرات الفيتامين “سي”. وكذلك فقد تبين أن الجرعات العالية من الفيتامين “سي” تصنع المعجزات في قتل الخلايا السرطانية.
وكذلك تبين أن تلك الجرعات نفسها تؤدي إلى تحسين تفاعل المرضى مع العلاج الكيمياوي، وتزيد قدرتهم على تحمله لفترة أطول.
ويبدو أن إعطاء الفيتامين (سي) للمرضى ضمن العلاج وبجرعات إضافية يمكن أن يساهم في مواجهة أنواع أخرى من الأورام الخبيثة، ولا يقتصر على تلك التي تصيب البنكرياس، على غرار سرطانات الرئة والدماغ.
وعلى الرغم من أن التجارب التي أُجريت تُعتبر صغيرة، إلّا ان نتائجها واعدة لمرضى السرطان، خصوصاً أن الفيتامين “سي” ليس مكلفاً ولا يسبب آثاراً جانبية.
وتذكيراً، يأتي الفيتامين “سي” من مصادر غذائية متنوعة تشمل الحمضيات والبروكولي والفريز والبطاطا والبندورة والملفوف والسبانخ.
ويؤدي فيتامين “سي” دوراً مهماً في ترميم الأنسجة ونموها، والتئام الجروح، وإنتاج الكولاجين [مكوِّن أساسي للغضاريف وأنسجة لدنة اخرى]، وتعزيز صحة العظام والجلد، ودعم جهاز المناعة وتعزيز وظائفه وغيرها. ويعمل الفيتامين “سي” كعنصر مضاد للأكسدة لدى الحصول عليه بكميات عادية. ولا يتراكم ذلك الفيتامين في الجسم، بل يجري التخلص من فائض كمياته عبر الكليِّ.
وينقلب وظيفته في مكافحة الأكسدة حينما يُعطى بكميات عالية، فيصبح مصدراً للأكسدة، وهي عملية تربط الأوكسجين بجزيئات مواد مختلفة، ويترتب على ذلك تحولها إلى مركّبات مضرة. وحينما تتراكم بكميات كبيرة في الخلايا، فإنها قد تقتلها على غرار ما تبين أنه قد يحصل مع خلايا سرطان البنكرياس. وبصورة عامة، تتسم خلايا الأورام الخبيثة بسرعة تكاثرها وإفراطها في النشاط، ما يزيد عمليات الأكسدة فيها.
تجدر الإشارة إلى أن سرطان البنكرياس من الأنواع التي تصعب معالجتها.
وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في غاية الأهمية، لكن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من التجارب الموسعة لتأكيدها. وكذلك لا يعتبر الباحثون أن الفيتامين “سي” قد يشكِّل الحل السحري في مواجهة السرطان، إلّا أنه يُعتبر من الوسائل الفاعلة التي تسهم في مواجهته.
مواقع علمية