منبر العراق الحر :
أبحثُ في كنْه الأشياء
وفي كينونة الزمن النائم على سرير الألم
أحاول أن استردّ
ما سُرقَ منّي
ما نُهبَ من براعم سعادتي
وما سقط في قطارات
الزمن وعلى أرصفة التيه
أدورُ حول أرضٍ
واقفة على قدمٍ واحدة
وشمسٍ تنامُ بعيون مطفأة
تبتلعني القسّوة وينهشني العطش
أنا قمرٌ مُتعب
أنا شفافةٌ كالماء سريعةٌ كالنار
في عيني الثالثة
تنام القصائد على وسادة الحلم
ويظلّ قلبي مشتعلاً بالنزق
روحي مسجونةٌ في برجٍ عاجي
هذا العالمُ
يملكُ عينين مجروحتين
يملكُ فماً مشقوقاً
جسدٌ مغتصب ملفوف بالكدمات
حاولتُ أن أدُسَّ
في جلده الأزرق كأساً من الرغبة
صفعني وأطلقَ الرصاص على الحُبّ
قتلني بنظرةٍ قاسية
للعالم شبقٌ مجنون
لكنّه لا يؤمن بالزواج والعائلة
يتربّع الوجود فوق
صدر المصادفة المشتعل
يتمرّغ بين نهديها
وينتظر انتهاء زخات الجسد
يقتلُ أبناءه الشرعيين واللا شرعيين
أماّ العدم فيشعل
سيجاره الفاخر وينفثُ آهاته ببلادة
بيدهِ الأخرى منديل مبللٌ بالغياب
ثمّة من يشكو
من اضمحلال اللحظات النحاسية
التي تذوب بالنسيان
الاتجاهات التي تغيّر
مسارها تبتلعها زاوية عمياء
الأيام التي تصطبغ بألوانٍ متعددة
لا رغبة لي في الحديث
عن عودة الشهداء من الموت
أو من درب التباّنة
وهم يحملون مجرات أحزانهم
بيدهم مفتاح الفردوس،
لكن الباب كان بلا قفلٍ
هند زيتوني