*الحكمة الإلهية تقتضي ذكر أسماء و أشياء وعدم ذكرها في  القرآن* بقلم: د.رعدهادي جبارة

منبر العراق الحر :……خصوصيةالمفردة القرآنية21

خطر في بالي سؤال خلال أبحاثي في المفردات القرآنيةيتعلق بالخلفاء الربانيين المنصّبين من رب العالمين ،وهل ورد ذكرهم في آيات القرآن الكريم، وطفقت أبحث في هذا الموضوع فترة من الزمن.
  واليوم عثرت على ما يشفي الغليل و يحقق المراد والهدف الأصيل،فعثرت في موسوعة [بحارالأنوار 417 36 باب 48- نص الخضر عليه السلام عليهم
2- ن، ] عيون أخبار الرضا عليه السلام] ما نصه:
 الطالقاني عن أبي سعيد النسوي عن إبراهيم بن محمد بن هارون عن أحمد بن الفضل البلخي عن خاله يحيى بن سعيد حتى يصل السند الى الإمام علي بن موسى الرضا [ع] عن أبيه عن آبائه عن علي أمير المؤمنين [ع] قال : بينما أنا امشي مع النبي محمد  ﷺ في بعض طرقات المدينة اذ لقيَنا شيخٌ طوال كث اللحية بعيد مابين المنكبين ، فسلم على النبي ﷺ ورحب به ثم التفت إليّ فقال : السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته ، أليس كذلك هو يا رسول الله ؟
 فقال له رسول الله ﷺ: بلى ثم مضى
فقلت :يا رسول الله ماهذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له ؟
قال ﷺ: أنت كذلك و الحمدلله ،ان الله عز و جل قال في كتابه : (إني جاعلٌ في الارض خليفة…) والخليفة المجعول فيها آدم ع ،
وقال ﷻ: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) فهو الثاني ،
وقال ﷻ حكاية عن موسى ع حين قال لهارون ع : (وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ  ) فهو هارون ع اذ استخلفه موسى ع في قومه وهو الثالث ،
 وقال ﷻ 🙁 وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ) وكنتَ انت المبلّغ عن الله عزوجل وعن رسوله ﷺ، وانت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدّي عني ، و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ، فأنت رابع الخلفاء كما سلّم عليك الشيخ ، او لا تدري من هو ؟
قلت : لا
قالﷺ : ذاك أخوك الخضرعليه السلام، فاعلم ].
  ولكن بعضهم طرح سؤالاً وهو: هل كتب في القرآن اسم أمير المؤمنين علي ع صريحاً؟
 وهنا أورد بعض المفسرين عدة روايات – من طُرقِ الفريقين -تقول إنّ إسمَه ذُكرَ في القُرآن وذلك في قولِه ﷻ : { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا } [مريم 50] يعني عليَّاً بن أبي طالب ،ف { عليّاً } إسمٌ علمٌ وليس بوصف ، لأنّه من غير المعهود في لسان العرب وصف اللسانِ بالعلو .
 ويحق لناأن نتساءل:
ألم يرد ذكر علي ع ضمنياً ونزلت في حقه مئات الآيات القرآنية؟
📍الجواب :نعم نزلت بحقه المئات من الآيات القرآنية.إذن لا داعي للإصرار على البحث والتنقيب والتقصي عن اسمه والتكلّف في ذلك.
وبالمناسبة ؛
   فإن الخضر ع لم يذكر اسمه في القرآن نهائيا،بل ذكره القرآن في سورة الكهف كعبد عالم دون ذكر اسمه صراحة ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ٦٥﴾ [الكهف:65].
  ومن البديهي إنّ الله ﷻ حكيمٌ ، فهو يفعل ما يقتضي حكمتَه ، فتارةً تقتضي حكمتُه ذكرَ شيءٍ في القرآن صريحاً – كالنّملة والفيل والبقرة والبعوضة – ، وأخرى تقتضي حكمتُه عدمَ ذكره – كتركِ ذكرِ أسماء وقصصِ الكثيرِ منَ الأنبياء – .
  وكذلك إقتضَت حكمتُه ذكرَ إسم نبينا محمّد (ﷺ) 4 مرّاتٍ في القرآن ، بينما ذُكرَ إسم موسى أكثر من 130 مرة ، وعيسى قريب 25 مرة ، و إبراهيم أكثر من 60 مرة ، وآدم قريب 30 مرة .فهل هؤلاءِ الأنبياءُ أفضل وأعلى مقاماً وشأناً من نبيّنا محمّد (ص) ؟![موقع العتبةالحسينية]
   ومادمنا قد تطرقنا في مقالنا لإسم نبينا محمد ﷺ نفصّل في ذلك فنقول لقد ذكره  الباري ﷻ في القرآن على النحو التالي:
#بلفظ اسمه الصّريح -محمّد ﷺ- أربع مّرات:
♡في سورة آل عمران،
♡وسورة الأحزاب،
♡وسورة محمد،
♡وسورة الفتح.
♡ومرّة ذُكر بلفظ اسمه الآخر أحمد: في سورة الصفّ.
  نأتي إلى اسم الصحابي الوحيد المذكور في الآيات وهو اسم [زيد] الذي ورد في القرآن مرّة واحدة، في الآية الآتية من سورة الأحزاب:
{وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيْهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُوْنَ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُوْلًا} (37الأحزاب)
أوّل ما يلفت نظرك هو أن رقم الآية 37، وعدد آيات سورة الأحزاب 73 آية!
تعاكُس رقمي يوضح حالة من التوازن العام..
هذه الآية تتوسَّط سورة الأحزاب تمامًا 36 آية قبلها و36 آية بعدها!
فأوّل كلمة في هذه الآية (وَإِذْ) تنصِّف السورة نصفين متساويين تمامًا 651 كلمة قبلها، و651 كلمة بعدها!
  ثم إن الوَرد لم يرد ذكره في القرآن بتاتا!!!
  والزهور أيضا لم تذكر بهذا اللفظ مطلقاً،وانما تطرق القرآن إلى لفظ [الزهرة] مرة واحدة ليس بمعنى [الوردة] في قوله جل جلاله:
﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ ﴿١٣١ طه﴾
   وهنا تعني [زينة الحياة الدنيا] وليست الزهرة واحدة الأزهار والزهور .
 وحتى ذكر [العسل] بلفظه في القرآن الكريم لم  يرد سوى مرة واحدة؛ في سورة محمد ﷺ، وذلك في سياق بعض ما يتنعم به أهل الجنة فيها،
قال تعالى:
{فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى {محمدﷺ :15}.
كما جاء ذكره بغير لفظ العسل في سورة النحل، وأن فيه شفاء للناس.
 قال تعالى:
{ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} {النحل:69}.
 إذن؛
 ليس كل شخص عظيم أو مقرب من الله ولا كل شيء جميل وجيد ومحبّذ ومحبوب قد ورد اسمه وجاء ذكره في القرآن بصراحة.
  قال جل جلاله:
{مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعام/38)
◇◇◇◇✒️◇◇◇◇image0.jpegimage1.jpeg
الأمين العام
للمجمع القرآني الدولي

اترك رد