منبر العراق الحر :في مرافعة مطولة تضمنت محاولة تحليل للتطورات السريعة في المنطقة وتأثيرها على العراق، طرح السياسي العراقي عزت الشابندر عدداً من النقاط، بعضها يتعلق بالإدارة الأميركية الجديدة وعودة دونالد ترامب الذي وصفه بملك الغابة، والأخرى تضمنت انتقاداً بطعم الهجوم لزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ثم استرجع موقفه من نظام صدام حسين ببعض “الندم” في تفصيلات تتعلق بالنفوذ الأميركي الذي أعقب عام 2003.
وقال عزت الشابندر في حوار مع الإعلامي سامر جواد:
أعتقد أن الحشد مؤسسة وطنية حالها حال الجيش والشرطة، وأغلب الساسة العراقيين لن يسمحوا بالاقتراب منه، باستثناء بعض “اللوكية” الذين يريدون إرسال رسالة بأنهم على استعداد لحل الحشد.
الفصائل المسلحة حالة وطنية نشأت في ظرف استثنائي، ونحن أهل البلاد يجب أن نناقش الوضع مع الفصائل المسلحة نفسها عن المبرر لبقاء السلاح بأيديهم، فهذه قضية وطنية لا يجب أن نتقرب بها إلى ترامب زلفى.
كل الذين يتحدثون عن حل الفصائل تحت شعارات جميلة كلنا نحبها مثل حصر السلاح بيد الدولة، هم يريدون إرسال رسالة إلى ملك الغابة القادم، ترامب، ولكن يجب أن يوضع هؤلاء في الدائرة الحمراء، فالقضية يجب أن يقررها العراق وليس ترامب.
الأخ السيد عمار الحكيم يدعو مباشرة لكسب رضا أمريكا، وقال بإنه لا يجب أن يصل الحال بأن نقوم بوزن الدينار “بالكواني”، وهذه دعوة إلى كسب رضا الأمريكان لكي لا “يكرصونا” بالدولار، لكن أسال هل يجب أن نطيع أمريكا في كل شيء، فهل إذا طلبت منا أن نطبع فسنطبع؟
أمريكا أسقطت صدام والدولة العراقية، ونحن في المعارضة كنا نقول بأننا سنرضى بإسقاط صدام حتى لو قام بذلك (الإسرائيلي) شارون نفسه، ولكن اليوم وأنا في هذا المستوى من الوعي، فأقول سأقاتل أمريكا حتى لو بقي صدام فترة أطول، لأننا لم ندرك غايات أمريكا في العراق والمنطقة وتأثيراتها.
الآلة التي جاءت بهذا النظام في العراق أمريكية، ولكن أمريكا لا تتحكم بهذا النظام تماماً، ومن يظن أن التغيير قادم فهو متوهم، فكلفة التغيير في العراق عالية جداًُ، “وهاي كطنة وشيلوها من أذنكم”، لكن يمكن أن يصحح النظام ولنسع إلى ذلك.
من بين طرق تصحيح النظام السياسي في العراق، هو تغيير النظام الانتخابي، وقوانين الانتخابات، وبتقديري يجب أن يكون العراق كله دائرة واحدة، وربما تكون هذه الخطوة هي المفصل في تصحيح مسار النظام السياسي.
الدوائر المتعددة تعزل المرشحين عن باقي المكونات وتحصرهم ضمن مكوناتهم، ولذا قد يضطرون إلى دغدغة عواطفهم المذهبية، وربما يضطرون إلى مهاجمة المكونات الأخرى لإرضاء ناخبيهم، بينما لو كان العراق دائرة واحدة، فسيسعى المرشحون لكسب الناخبين من كل المكونات.
أتمنى عودة التيار الصدري إلى العملية السياسية، فغياب السيد الصدر عن المشهد أضر بالمعادلة خلال هذه المرحلة، وعودته مهمة لتصحيح مسار النظام السياسي.
الانتخابات السابقة كانت حزبية تماماً حيث لم تشارك الجماهير الرمادية أو الأغلبية الصامتة فيها، لكن أتوقع بأن السوداني يستطيع تحريك هذه الأغلبية وكسب أصواتها ولذا سترتفع حظوظه بالولاية الثانية.