الموت ولادة _…الشاعرة كوثر الصحراوي

منبر العراق الحر :
_
#عذراء_القمر
ثقب يتسع في أعماقي
وأنا أغرق في نفقه الذي لا نهاية له.
لا شيء هنا لا أنا ولا أثر لما كنت أبحث عنه
أرى قطرة دم زرقاء تسبح في الفراغ حولي تقترب شيئا فشيئا وكأنها تحاول أن تلمسني.
تحمل في حضورها نداء خفيا، خافتا لكنه صارخ في روحي:
_”استيقظي!”_
أجدني أنفصل عن هذا الكوكب أتحرر من قيود الجسد
أسافر في عوالم الروح حيث لا مكان إلا للصمت… العودة إلى الديار.
ولكن فجأة صوت ينبثق من أعماقي صوت أعرفه لكنه بدا غريبا عني الآن يصرخ بقوة !
“رحلتك لم تكتمل بعد.
الرسالة لا تزال عالقة في منتصف الطريق.
لا تستسلمي! أنت أقوى من هذه الدوامة أقوى من الفوضى التي تطوقك.”
استيقظت على ألم يمزقني.
وجدت نفسي مرة أخرى في دوامة الألم ككل مرة.
لا يد تمتد لإنقاذي لا وجه مألوف ولا صوت يهتف باسمي.
أنا وحدي… أنهكني الصراع أرهقتني المحاولات .
أتساءل في صمت
هل يمكنني أن أتخلى عما جئت لأجله؟
أن أترك كل هذا العبء وأسقط في الفراغ؟
لكن هناك شيئا في أعماقي، وميضا صغيرا
ربما أمل ربما عناد خفي يتمسك بالحياة رغم الألم
وفي لحظة بين اليأس والإيمان، سمعت صوتا يتردد كهمس الأكوان في داخلي
_”الموت ولادة. البذرة لا تموت، بل تنبعث من جديد.”_
تلك الكلمات اخترقت صمتي وكأنها وعد خفي بأن النفق الذي أغرق فيه ليس نهاية
بل بداية جديدة مهما بدت معالمها بعيدة
رجوعي إلى الأرض وعد… أنا على قرابة وصولي إلى عوالمي تاركة كل شيء.
وعد الرسالة… رغم ذكريات ممزقة أتلفها خوفهم وأتلفها سواد كينونتهم.
كيف لي أن أكمل في طريق غاب فيه الوعي، وسطر الشك حقيقتهم؟
لا يوجد!
فهل يكفي أن أقاوم؟
هل يكفي أن أؤمن بوجود ضوء ما
ولو كان بعيدا في هذا النفق الطويل؟
أرى حتى أحلامهم وهمية…
وهل أجرؤ على المضي رغم الظلام
وأصدق أن البذرة التي تسكنني تنتظر أن تزهر ؟!
#عذراء_القمر
#بقلمي #قلم_الروح #كوثريا् #شاعرة_غجرية
/// تونس

اترك رد