أمريكا والإصلاح العراقي المطلوب! فلاح المشعل

منبر العراق الحر :
المقاربة السياسية الواقعية تدعونا إلى الإقرار بأن النظام السياسي “الديمقراطي” في العراق صناعة أمريكية، وكان ثمنه باهظا على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حتى أصبح الملف العراقي إحدى الصفحات المهمة في السياسة الخارجية الأمريكية، ناهيك عن وضعه ضمن برامج مصالحها الأمنية والاقتصادية واستراتيجية توازن القوة والتفوق الأمريكي في الشرق.
الواقعية السياسية الناجحة عراقيا، تستلزم التفاعل الإيجابي والاستثماري مع أمريكا، وانتخاب لغة خطاب هادئ وخطوات إجرائية إصلاحية لا تتعارض مع التوجهات الأمريكية، بل التوافق معها مع الأخذ بنظر الاعتبار مصالح العراق واستقرار نظامه السياسي المكفول أمريكيا، بمعنى دمج المصلحة العراقية بالمصلحة الأمريكية، وامتصاص أي تصعيد معاد لهذه التوجهات، بهدف الابتعاد عن التشنج ولغة الاستعلاء والتهديد والظواهر الصوتية الفارغة، وعلينا أن نتذكر جميعا قدرة أمريكا على خلق مصاعب وعقوبات جمة، يمكن أن تتسبب بأزمات عميقة تنهك النظام السياسي، إن لم نقل تسقطه، لأنها تملك مفاتيح القوة العسكرية والاقتصادية.
إن التجربة السورية ماثلة أمامنا، وكيف تساقط هذا النظام وترسانته الحربية الهائلة في 11 يوما، مع وجود عشرات الآلاف من الشبيحة وتشكيلات الفصائل والميليشيات الساندة وآلاف الإيرانيين من الخبراء العسكريين، إضافة للحماية الروسية، وسقط نظام الأسد، لأن أمريكا وافقت على سقوطه، ولن نذهب لاستذكار سقوط نظام صدام.
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تؤكد ما ذهبنا إليه، إذ لا بد من ضبط إيقاع التصريحات العراقية، وإعطاء الدور للحكومة العراقية ووزارة خارجيتها، بترتيب أوراقها تساوقا مع توجهات الإدارة الجديدة وصقورها الذين يختلفون عن إدارة بايدن!

اترك رد