أقرصُ أعوامي الثّلاثين…..هاجر الرقيق

منبر العراق الحر :

لأنّهُ لا تنطلي عليَّ الأخبارُ الزّائفة،
أقرصُ أعوامي الثّلاثين،
خيبةً خيبة،
لأُصدّقني.
أبدأُ يومي بلا مُنبّه،
لكنّ الدّقائقَ تسبقني إلى المطبخ،
إلى كرتونةِ الحليب،
تشاجرُ قدمي التي تبعدُ عنّي
عدّةَ أميال.
لهذا، أسيرُ نحو الأشياء
كأنّي أعتذرُ عن تأخيرٍ ما.
أين أضعُ هذا الصّباح؟
من ثلاثينَ عامًا أودُّ أن أنزلهُ
من ظهري،
لكن لا أحد يريده.
من يأخذُ عنّي الاستيقاظَ المُتكرّر
بلا طائل؟
أذهبُ للعملِ مُبتسمًا
و أعودُ أكبرَ بحزنينِ أو ثلاث،
ألتقي بالرّجلِ الذي كنتهُ على الطّاولة
ثمّ نفترق،
كأصدقاءَ لا يجمعهم سوى التّعوّد.
كأنّهُ صاحبٌ وغد؛
الأملُ الذي يُصَفِّر
و يَتَلَكَّاُ في السّيرِ نحوي،
أمسكُ يده
و أقودهُ، مُتعجّلًا،
إلى النّهارِ الذي يلي.
أقولُ:
سأذهبُ إلى الشّخصِ الماثلِ
في ٱبتسامتي،
و رغم أنّني قليلُ المشاغل،
أصلُ دومًا بَعْدَ جسدي.
إنّ رجلًا في الثّلاثين
يأتي بالتّأخيرِ مربوطًا في فردةِ الحذاء،
حتّى الغدُ يتثاءبُ
ضجرًا من ٱنتظاره.
لم يعد هنالكَ وقتٌ في رُكبتي
لكي أمضي إلى مكانٍ أرحبَ
من هذه الخُطوة.
فقط لو أعرفُ كيف أغيّرُ مشيتي
ناحيةَ القلب،
أتركُ كلَّ أصابعي في الفراش
ماعدا الوُسطى،
و في النّهايةِ أخرجُ للعالم
صُعلوكًا.
ربّما في إحدى هذهِ الصّباحات،
مشيتُ
كمن يفتحُ شجارًا في أشياءَ
لا تعنيه.
كلّ هذا يحدثُ في رأسه
مثل مزحةٍ سمجة؛
الرّجلُ الذي لم يَنْطَلِ على نفسهِ
بعد.
هاجر الرقيق

اترك رد