منبر العراق الحر :
ان القارئ العراقي وحتى القارئ العربي كذلك ايضا ، يظن بان الإدمان على قراءة الكتب و بهذه الطريقة الساذجة والبسيطة التي هو عليها سوف تمنحه القدرة على حل مشاكل الحياة ، و عند ذلك يعتقد بانه يستطيع ان يمتطي صهوة الثقافة . اما الثقافة في حقيقتها هي قراءة منتجة للوعي ، يساعد هذا الوعي على الاختيار الذكي لاستخدام عملية التفكير المناسبة للتعامل مع ذلك الكم من المعلومات وانتاج معلومات جديدة تساعد في وضع الحلول والمعالجات العملية لمشاكل الحياة …
اما القراءة لدينا ما هي الا اسلوب لعملية التلقين والحفظ فقط للمعلومات ، قد يستفيد منها القارئ لاستعراض ما لديه من مخزون من المعلومات في حافظة الذاكرة من خلال المشاركة في تلفيق خطاب منمق للجمهور او لغرض الاستعراض والظهور اثناء الحديث في المجالس ، لا اكثر ولا اقل..
لذا نجد أن ما يدعى ب ” المثقف” او القارئ عندنا ليس لديه حلول عملية لأغلب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعاني منها المجتمع بل هو اشبه بالمريض الذي يشرح اعراض المرض فقط الذي يعاني منه ، وينتظر من الطبيب تحديد العلاج الشافي لمشكلته ،”ولكنه يختلف عن الآخرين بانه يشرح تلك الاعراض باسلوب و صياغة جميلة و لكنه يبقى بحاجة دائمة الى الطبيب الذي يحدد له الحلول والدواء …..
، لذا فان بلادنا في تاريخها المعاصر لم تنتج مفكرين وعلماء حقيقيين رغم كثرة وكثافة القراء فيها …..
عبد الكريم حنون السعيد