لن أصعد إلى حافلة القصيدة بعد الآن….د. قيس جرجس

منبر العراق الحر :

لن أصعد إلى حافلة القصيدة بعد الآن
لم يبق كلمة شهية
في مطبخ اللغة
من كثرة الطبّاخين…
ولن أصطاد صباحا واحدا
في حقول البن
فرائحة القهوة لم تعد توقظ
الليالي المخدّرة في جعبة روحي
من زفير الطغاة…
ولن أصعد إلى حافلة العالم المسرعة
فجواز سفري لم يبق عجلة واحدة له
لقد تم حرق جميع عجلاته لترسيم الحدود بالنار والدخان بين الطوائف المتقاتلة على عرش الفرقة الناجية التي سيتعرّف إليها الله من رائحة الدم…
وجواز سفري فرّ منه اسمي كجندي فر من حروب الكرسي ولاذ بانتظار نزول آية عليه كآية الكرسي تنقذه من تهمة العمالة…
وجواز سفري مقعد من كثرة الفلقات عقابا له كلما تجاوز الحدود المرسومة لسلوكه في الحياة…
ولن أصعد إلى حافلة المكان الموشّى بالهداية
فالشامة التي تبعتها كي تدلني على طريق الشام أقعت على فخذ المرأة المجدلية كشارة شاهقة أبدية تدلني على طريق العسل…
ولن أندس في فراش المتعة
لقد سحبت مني
شرطة الشرع
رخصة الحلال
وصار حرام عليّ
أن أقرأ الفاتحة
أو البسملة
في ارتكاب فاحشة التأمل
تحت ظلالها الجرداء
ولم يبق لي
سوى ظل القمر
سرير بهاء…
ولن أصعد إلى نعشي في حافلة الجنازة
لم يبق في جيبي
أجرة الطريق إلى المقبرة
ألقوني في مهب الريح
كي تتدبر أمري
كعصفور مات مديونا لها
حين نتفت ريشه
العاصفة…
ولن أعود إليكم
على جحش بن أتان
أو مسالما
كيسوع…
أو مدججا بالنبوءات المغرضة
كأشعيا
وحزقيال…
أو ساعي بريد
كجبريل…
أو مهجوسا بالخلود
كجلجامش…
أو ممسوسا بخاتم النبوة
كالمتبني…
أو جميلا
ولا حيلة لي كي أشعل الفتيلة
كيوسف…
أو حاملا سيفا
كعلي…
أو صبورا صابرا صبرا استراتيجيا
كأيوب…
لن أعود إليكم
إلا ومصاب بالزهايمر التاريخي
كي أتذكر حبيبتي
وأحفظها
عن ظهر قلب
وعلى ظهر نهار
ومنبّه الحب لا يبرح سن الظُهر…
==

اترك رد