منبر العراق الحر :
كتبت الدكتورة ريم شطيح – استاذة علم النفس في جامعة أوهايو الأمريكية:
يَعتبر البعض أنّ أي حراك اليوم في الشرق يَهدف لتدمير الدول ويُهدّد الأمن القومي للبلد والاستقرار والسلام!
● لكن الحقيقة أنه في الشرق لا يوجد دول بمعنى الدول، هناك أنظمة تملك دولاً وشعوباً أيضاً،
● والأمن القومي فيها يعني أمن السلطة السياسية وليس الأمن العام أو تحقيق شروط السلام من عدالة اجتماعية وتحسين جودة الحياة أو رفع مستوى التعليم والصحة والقانون.
● حتى المواقف السياسية الخارجية لهذه الدول من الدول الأخرى تقوم على مصلحة وأمن السلطة السياسية أيضاً أي مصلحة الحاكم شخصياً وليس مصلحة البلد ولا الشعوب طبعاً التي ليست بحساب الأنظمة أصلاً.
● هذا السلام أو الاستقرار ليس، ولم يكن، إلاّ سلاماً وهمياً؛ قنبلة جاهزة للانفجار في أي لحظة.
● الأمن القومي والسلام والاستقرار هو في تحقيق العدالة والمساواة الحقيقية في الدين والمذهب والجنس والعِرق، في تأمين العيش الكريم للمواطنين، وفي توفير شروط ما يواكب الحياة المتمدنة اليوم. فأيّ استقرار تخافون أن يهتزّ؟
● استقرار “إمشي الحيط الحيط وقول يا ربي السترة”؟ أي كُن بلا موقف كي تَسلم من الاعتقال والموت!
ولاّ استقرار “لا تحكي بالسياسية والدين والجنس، بس كول واشرب ونام وجيب اولاد ابتِلي فيهن وبيكفّي!!”
● إنّ ما يحدث هو نتيجة طبيعية للكوارث الفكرية والثقافية الدينية والسياسية التي قبلَتْ بها ومارسَتْها الشعوب والحكومات.
● لا استقرار ولا سلام بلا حريات وقوانين مدنية تمحي وصمة موروث عمره آلاف السنين ما زال يحكم شعوب تلك البلاد، وطغمة حاكمة تحكم الشعوب بذات الموروث لأنه كما تكونوا يولّى عليكم وكما يولّى عليكم تكونوا أيضاً؛ إنها دورة الحياة والتاريخ.
ريم شطيح – Reem Shetayh