رحلوا العمال السوريين فورا …. رياض سعد

منبر العراق الحر :

نظرًا للظروف العصبية الراهنة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والتحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها العراق، والتي تتشابه إلى حد كبير بحالة الحرب غير المعلنة أو حالة الطوارئ، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات فورية حازمة لتعزيز الاستقرار والأمن الوطني ؛ و لضمان أمن وسلامة المواطنين ؛ وهذه عادة الحكومات الوطنية في شتى بقاع العالم بمثل هكذا ظروف سياسية ؛ وواحدة من تلك الاجراءات الصارمة بل لعلها أولى الخطوات الطارئة ؛ هي طرد الغرباء والدخلاء والاجانب المخالفين من البلاد ؛ بل وحتى المقيمين والمجنسين في بعض الاحيان , ولعل الاجراءات الكويتية الاخيرة والامريكية في هذا الشأن من اوضح الشواهد .

والوضع السوري الراهن , فضلا عن الدور التركي المشبوه ينذر بالخطر , يهدد بزعزعة استقرار العراق بل المنطقة بأكملها , وهذا الخطر يتطلب من الحكومة العراقية والقوى السياسية والاجتماعية والنخب الوطنية والجماهير العمل بشكل جماعي وفعّال لمواجهة هذه التحديات , والنهوض بالمسؤوليات والواجبات الوطنية , والتي من أهمها احصاء اعداد الاجانب والغرباء والدخلاء , ورصد تحركات ابناء الجاليات الاجنبية والغريبة , واخبار القوات والاجهزة الامنية عن الشخصيات والتحركات المشبوهة .

ومن الواضح ان اغلب العمالة والجالية السورية جاءت من مناطق متهمة بالإرهاب ومن بيئات طائفية وتكفيرية حاقدة , وجلهم من المؤيدين لحكومة الجولاني الارهابية والمعادية للعراق والامة والاغلبية العراقية , والكثير منهم مرتبط بالحركات والفصائل الارهابية في سوريا والعراق , والبعض منهم يتحين الفرص للالتحاق بتلك المجاميع الاجرامية والخلايا النائمة , فضلا عن الكثير منهم متهم بالجرائم والجنح ؛ كتعاطي المخدرات وتهريب العملة الصعبة , ومخالفة قوانين الاقامة والدخول الى البلاد بطرق غير قانونية ؛ اذ تشير الاحصائيات الرسمية الى وجود 300 الف عامل سوري مخالف ؛ تعتزم السلطات العراقية ترحيلهم .

وقد انتشرت فيديوهات وصور مؤيدة للجولاني وعصاباته ومجازره بحق السوريين من الشيعة والعلوية والدروز والمسيح ؛ من قبل عمال سوريين في العراق , بل ان البعض منهم يغرد من كربلاء المقدسة والكاظمية والنجف الاشرف تغريدات طائفية ويدعو الى قتل الشيعة وتدمير كربلاء , ويرفع صورة الجولاني وراية داعش , ويبث الفرقة الطائفية بين العراقيين , اذ يحرضون سنة العراق على الارهاب والاجرام ومخالفة القانون والخروج على الحكومة العراقية المنتخبة ؛ وهذه التهديدات الامنية بازدياد مطرد ؛ فضلا عن الاضطرابات السياسية، والتحديات الاقتصادية، والضغوط الاجتماعية , والمؤامرات الدولية والاقليمية التي تستهدف العراق والاغلبية والامة العراقية … ؛ كل هذه العوامل تؤثر سلبًا على الحياة اليومية للمواطنين العراقيين وتهدد بزعزعة استقرار البلاد ؛ وتدعونا لأخذ الحيطة والحذر واعلان حالة الطوارئ, والضرب بيد من حديد , فالأتراك المحتلين في شمال العراق , والحدود الغربية مهددة من قبل جحافل الارهاب وشراذم الاجرام وعصابات الجولاني , وقوى الاستعمار والاستكبار تسيطر على الاجواء وبيديها مفاتيح اللعبة السياسية القذرة .

وبناء على تلك المقدمات والحقائق والتقديرات الامنية ؛ اصبح وجود الاجانب بصورة عامة , والعمال السوريين على وجه التحديد ؛ مصدرا للقلق والتهديد الامني الخطير ؛ فالكثير منهم متورطين في انشطة ارهابية واجرامية وتخريبية او تجسس وعمالة ؛ وطردهم وترحيل كافة العمال المخالفين يساهم في حماية المواطنين من أي تهديدات امنية محتملة قد تشكلها هذه الجاليات والعمالة السورية ؛ فضلا عن تقليل اعداد البطالة العراقية ؛ اذ يؤدي وجود العمالة الأجنبية إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد المحلي ، خاصة إذا كانوا يؤدون أعمالاً تتنافس مع أعمال المواطنين العراقيين ؛ بالإضافة الى التأثيرات الثقافية والسلوكية السلبية على الثقافة العراقية والقيم والمثل الوطنية .

وعليه وجود العمالة السورية يثقل كاهل الاقتصاد العراقي , ويرهق الاجهزة الامنية ؛ اذ يمكن أن تزيد التكاليف الأمنية على الحكومة العراقية نتيجة مراقبة وتتبع تحركات السوريين المرتبطين بالإرهاب او المتهمين بالإجرام او بالتواصل مع عصابات الجولاني .

علما ان وجود العمال السوريين والجالية السورية المرتبطة بالأعداء وعصابات الارهاب والطائفية والخارج يمكن أن يؤدي إلى عدة تداعيات سلبية كما مر بعضها انفا ، بما في ذلك :

 

1. التجسس و العمالة : يمكن أن يستغل السوريون المخالفون وجودهم على الأراضي الوطنية لجمع المعلومات السرية وتقديمها إلى أعداء البلاد.

 

2. التخريب والانقلاب: يمكن أن يشارك السوريون في أنشطة تخريبية تهدف إلى تدميرالدولة وتقويض قدراتها العسكرية والاقتصادية.

 

3. التهديدات الأمنية : يمكن أن يشكل السوريون المخالفون تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني، خاصة إذا كانوا على اتصال مع حكومة الجولاني المعادية أو مجموعات إرهابية طائفية .

 

4. الضغط الاقتصادي : يمكن أن يؤدي وجود العمالة السورية وغيرها إلى زيادة الضغط على السوق و العمل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة بين المواطنين العراقيين .

 

5. التأثير على الهوية الثقافية: يمكن أن يؤدي تواجد الجاليات الأجنبية بما فيها الجالية السورية إلى تغيير في الهوية الثقافية للبلاد، خاصة إذا لم يتم إدارة هذا التواجد بشكل فعال وامن .

وفي الختام ندعو الحكومة العراقية للتحرك الفوري والجاد لترحيل العمالة السورية , ونهيب بالنخب والمنظمات والمؤسسات والشخصيات والجماهير بالضغط على الحكومة لتنفيذ هذا الاجراء قبل ان يسبق السيف العذل ؛ وبما ان الدول تتعامل بالمثل ؛ ففي هذه الظروف لا يستطيع العراقي ان يدخل الى سوريا ؛ وان استطاع فعليه دفع 250 دولار مبلغ الفيزا ؛ وان وصل الى هناك فانه سيقتل مباشرة بعد وصوله خاصة اذا كان من الشيعة اي الاغلبية العراقية , فضلا عن انه لا يوجد مقيم عراقي الان في سوريا , ومع كل ذلك يتواجد في العراق بحدود ال 500 الف سوري وفقا لبعض التقديرات , وهؤلاء مكرمون معززون ويقومون بتحويل مئات الملايين من الدولارات ؛ دعماً لحكم أعلن عداءه مع العراق والاغلبية العراقية ؟!

اترك رد