الشخصيات الاقتصادية الأكثر تأثيراً عام 2022

منبر العراق الحر :

على مدار عام 2022، برزت العشرات من الأسماء الجديرة بأن تكون شخصية العام الاقتصادية، سواء على مستوى النجاحات، أو التحديات، أو حتى الإخفاقات.. “النهار العربي” بعد بحث وتدقيق، انتقى خمس شخصيات كانت الأكثر سطوعاً كل في نطاقه، ليرشحها لكم، تاركاً الحكم للقراء لاختيار “شخصية العام” من بينها.

الأمير عبد العزيز بن سلمان

وزير الطاقة السعودي والرئيس المشارك لتحالف “أوبك+”.

قاد أسواق النفط في فترة عصيبة منذ جائحة كورونا وما بعدها من فترة تراجعات اقتصادية. نجح في إدارة الأزمة خلال مرحلة حساسة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، خاصة عبر الحفاظ على تحالف “أوبك+” وإبعاده عن التناطحات السياسية.

نجح في مواجهة الضغوط الأميركية والغربية لزيادة إنتاج النفط لمصلحة الأخيرة السياسية، رغم تعارض ذلك مع مصالح أوبك وأسواق النفط.

عرض وجهة نظر قوية لبلاده والدول المنتجة للنفط في ما يخص قضايا المناخ، وبالإضافة لذلك نجح في توفير العديد من الحلول المقبولة لتخطي الأزمة وحماية المناخ، سواء عبر مبادرات الاقتصاد الدائري الكربوني، أم أسواق تداول الكربون وغيرها.

 

– إيلون ماسك

أكثر شخصيات عام 2022 إثارة للجدل.

رجل أعمال ناجح ومبتكر عبقري، نجح في تصدر أثرياء العالم، ووضع أبرز شركاته “تسلا” على رأس أكثر شركات العالم قيمة، متغلبة على عمالقة تصدروا السوق لعقود طويلة مثل فورد وجنرال موتورز. ورغم نجاحاته، إلا أن كثيراً من مشاريعه لا تزال مثيرة للجدل، مثل “سبيس إكس” و”نيورالينك”، ويثار كثير من الجدل حول قدرته على التلاعب بالأسواق كما فعل في عملتي بتكوين، ودوج كوين.

ظهوره الأبرز على السطح بدأ منذ نيسان (أبريل) الماضي، حين أعلن نيته شراء “تويتر”، ثم ما تلى ذلك من جدل ومماطلات ودعاوى قضائية، وصولاً إلى توليه منصب رئيس الشركة، وما أثاره من مشكلات مع العاملين والناشطين، بل والحكومات التي تخشى انفلات موقع التواصل الأكثر أهمية إخبارياً على وجه الأرض.

تحركاته المربكة تسببت في خسائر فادحة لأسهم تسلا، وتهديد لموقعه على رأس أكثر أغنياء العالم ثراءً، وتساؤلات لا تنتهي عن مصير “تويتر”.

 

إلفيرا نابيولينا

رئيسة البنك المركزي الروسي، والخبيرة الاقتصادية والوزيرة السابقة.

 

نجحت في إدارة واحدة من أعتى الأزمات المالية التي تعرضت لها روسيا في العصر الحديث، بعد العقوبات الأميركية والأوروبية التي أعقبت غزو أوكرانيا في شباط الماضي.

ورغم العقوبات العنيفة وتجميد الأصول الروسية الخارجية ومصادرة الكثير من أموال المركزي الروسي.. تمكنت نابيولينا من إنقاذ الروبل من الانهيار، ورغم أن الدولار قفز إلى مستوى تخطى 138 روبلاً، إلا أنها تمكنت خلال أقل من شهر من إعادته أسفل 100 روبل.. بل إن الدولار الذي كان يتداول بنحو 79 روبلاً قبل الأزمة، صار حالياً يوازي نحو 60 روبلاً فقط.

ومع بداية الأزمة، كانت التوقعات العالمية تشير إلى أن الاقتصاد الروسي سينكمش بما يتراوح بين 8 إلى 10 في المئة خلال عام 2022.. وفي نيسان (أبريل) أقرت نابيولينا أمام مجلس النواب الروسي “الدوما”، بأن الاقتصاد يدخل مرحلة صعبة من التحول الهيكلي، بسبب العقوبات الغربية… لكن أحدث تقديرات البنك الدولي أشارت إلى أن الانكماش الروسي سيكون في حدود 4.5 في المئة فقط هذا العام.. وهو متوسط لا يعد سيئاً وسط تراجعات عالمية عنيفة.

 

– أورسولا فون دير لاين

السياسية الألمانية التي ولدت في بروكسل، لتعود لها رئيسة للمفوضية الأوروبية، وهي المرة الأولى التي تتبوأ فيها امرأة المنصب الرفيع.

بدأت حياتها بدراسة الاقتصاد ثم الطب، لتعود بعد حياة طويلة في الخارج إلى بلادها لتتولى مناصب سياسية وصلت حتى وزارة الدفاع.

ظهرت بقوة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية كأحد أهم المدافعين عن أوكرانيا، وعن أمن أوروبا عامةً. ولا يكاد يمر يوم من دون أن تظهر لتواصل قيادة الضغوط الدولية ضد روسيا.

قادت الجهود الغربية في فرض العقوبات على موسكو، وأخيراً كان أحدث تحركاتها فرض حظر وسقف سعري لتداولات النفط الروسي، ورغم الانتقادات الحادة لمدى قوة القرار، إلا أنه يعد خطوة أولى لتوحيد الصفوف.

 

سام بانكمان فرايد 

 

شاب ثلاثيني ربما لم يكن اسمه معروفاً معرفةً واسعة قبل أسابيع ماضية.. لكنه أصبح بين ليلة وضحاها في نهايات تشرين الأول (أكتوبر) وبدايات تشرين الثاني (نوفمبر) حديث كل لسان، ليس لأنه تسبب في إفلاس شركة تقدر بنحو 10 مليارات دولار في ساعات، بل لأنه هدد وجود أسواق العملات المشفرة في حد ذاتها.

فرايد هو المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة “إف تي إكس” لتداول العملات المشفرة، والتي أدت الإدارة الفاشلة وغير المنضبطة إلى إفلاسها في أيام قليلة، وبالتالي انخفضت قيمة أصولها وثروة صاحبها إلى الصفر، فيما وصفته بلومبرغ بأنه “أحد أكبر حوادث تدمير الثروة في التاريخ”.

قبل أشهر، كان فرايد بمثابة بطل في أسواق الكريبتو، من خلال شركتيه “إف تي إكس” وشقيقتها “ألاميدا” التي تعمل كصندوق تحوط للأسواق المشفرة، ونجحت في إنقاذ كثيرين من الإفلاس عبر إمداد خطوط ائتمان لشركات التشفير… لكن المنقذ فشل في إنقاذ نفسه من الانهيار جراء السياسات المتهورة والخاطئة، لدرجة وصف مدعي القضية المقامة حالياً الأمر بأنه “لم ير قط مثل هذا الفشل الكامل لممارسة سلطة الرقابة على الشركات”.

 

 

اترك رد