منبر العراق الحر :
لا أستغربُ ردّة فعلكَ وانفعالكَ، ولا أتعجّبُ من غيظكَ وحقدكَ الدفين الذي غلّفتَه بعنوان “النقد الموضوعي” وتفكيك عناصر الثقافة الطائفية والتحليل النفسي… ؛ ولِمَ أستغربُ؟
وأنا أعلمُ يقينًا أن الأضداد لا تجتمعُ قطّ ، وأن عداوة الأشرار للأخيار، والأدعياء للأصلاء، والبخلاء للكرماء، والسفهاء للحكماء… سجيّةٌ لا تُغيَّر وطبيعة لا تبدل … ؛ وصدقَ مَن قال: “الطبعُ يَغلبُ التطبع”… ؛ فدَعْ عنكَ شعاراتِ النقد البنّاء والموضوعية والكتابة المحايدة، ورصدَ الظواهر الثقافية والإعلامية… ؛ فأنتَ بعيدٌ كلَّ البعدِ عمّا تَدَّعيه، “وَ كل إِنَّاءُ يُنْضَحُ بِمَا فِيهِ”… ؛ لذا اصبح القبح والحقد أمرا اساسيا وجوهريا في (( كتاباتكم الموضوعية ومقالاتكم الوطنية ونصوصكم المحادية )) !!
فماذا أتوقّعُ من شخصٍ لا يشبهُ اسمُهُ أسماءَنا، وثقافتُهُ تختلفُ عن ثقافتِنا، ولا يُوجد بيننا وبينه أيُّ تشابُهٍ سوى الجنسية العراقية؟
تلك الجنسية التي منحتها الأنظمةُ السياسيةُ الهجينةُ والطائفيةُ – على مدى مئة عام – لكلِّ مَن هبَّ ودبَّ، حتى صار الدخيلُ يعيرُ الأصيلَ، ويتحدّثُ إليه بمفاهيمَ مثل “الوطن” و”الوطنية”، وهو لا يمتُّ إليها بصلةٍ سوى بشعاراتٍ تافهةٍ وادّعاءاتٍ فارغة.
مالكَ ولنا؟
اذهبْ إلى البيئة التي تشبهُك، ودعِ العراقَ للعراقيين، أيُّها الكُدْعُ أو الهجينُ أو الغريب او الاغا او الكاكا او المستر … الخ ؛ المهمُّ أنك لستَ عراقيًّا، ولا توجدُ فيكَ خصلةٌ عراقيةٌ واحدة… ؛ فعندما أراكَ وأسمعُ كلامَكَ، يتبادرُ إلى ذهني كلُّ دولِ العالم وشعوبِ المعمورة… ؛ إلا العراقَ والعراقيين… ؛ فأنتَ لستَ منهم، مهما ادّعيتَ… ؛ وأنصحُكَ أن تتوسّلَ بأبيكَ أو جدِّك – إن كان حيًّا – ليخبرَكَ عن حقيقةِ أصولِك، ومتى جاءَ أسلافُك إلى العراق، كي تعرفَ حجمَكَ وأصلكَ، وتلتزمَ بالمثلِ الشعبيِّ العراقي: “يا غريب، كُن أديبًا!”
ولا تُصَدِّقْ أنَّ لقبَكَ الوهميَّ الذي يربطُكَ بهذه المدينةِ أو تلك، فالأرضُ التي تقفُ عليها هي أرضُ قبائلَ وعشائرَ وبيوتاتٍ معروفةٍ، وتشبُّثُكَ باسمِ المدينةِ دليلُ غربتِكَ لا وطنيتِكَ واصالتك … ؛ لذا، أنتَ ومَن على شاكلتِكَ تكرهونَ السكّانَ الأصليينَ والمواطنينَ العراقيينَ كُرهًا لا نظيرَ له، إلا أنَّكم تتَّخذونَ مِنْ حُجَّةِ “النقدِ” وسيلةً لتفريغِ أمراضِكم النفسيةِ وعُقَدِكم الاجتماعيةِ المتجذِّرةِ في نفوسِكم العليلةِ… ؛ فعندما تطلقونَ عباراتٍ مثلَ “العَتاكةِ” و”المعدانِ” ، فإنَّنا نعرفُ مقصدَكم الحقيقيَّ ومرامَكم الخفيَّ… ؛ ولا يغرُّنَا ادِّعاؤُكم البحثَ الاجتماعيَّ أو الوصفَ الواقعيَّ أو التحليلَ العلميَّ، فأنتمْ أبعدُ ما تكونونَ عن ذلك.
إنَّ العراقيِّينَ الأصيلينَ حينَ يذكرونَ ظاهرةً اجتماعيةً أو حالةً معيّنةً، فإنَّهم يهدفونَ إلى تصحيحِ المسارِ وإصلاحِ السيرةِ بما يعودُ بالنفعِ على الوطنِ والمواطنِ… ؛ أمَّا أنتمْ، فتثيرونَ تلكَ القضايا تنفيسًا عن أحقادِكم، وتحقيرًا لأبناءِ العراقِ النبلاء الكرماء … ؛ وهذا هو الفرقُ الجوهريُّ بين المواطنِ العراقيِّ الأصيلِ والمواطنِ الهجينِ الدخيلِ.