حراس الورق……..ملاك نواف. العوام

منبر العراق الحر :
هذه ليستْ
سماءي….
أنا العابرة بينَ غيمتينْ
قد وجدتُ
ريحًا تفتحُ لي الطريقَ إلى نجمٍ فأبحرتُ نعم أبحرت
أحيانًا ألمحُ مرآةً مهشَّمةً يعكسُ زجاجُها ظلَّ حصانٍ
ونايًا يبكي فوقَ كتفِ مِقْعَد
أبكم الصوت
تَعِبْتُ
من السائرينَ حفاةً فوقَ الوقتِ
يصفِّقونَ للريحِ
ويحملونَ شوارعَهم في الجيوبِ الممزَّقةِ…
ينثرون الأماني على الأرصفة
في أوَّلِ سطرٍ كتبتُهُ،
سقطَ من يدي حبرٌ يوقظُ النائمَ. يشتت الصاحين
ويحرقُ فصولَ الحكاياتِ.
يشتت افكار العقلاء
يحبط الاحباب
كانَ مسائي نارًا حينَ غادرتُ،
والدربُ ريحانٌ
والأصواتُ نوافذُ مفتوحةٌ على بُعدٍ مجهولٍ.
منذُ ليالٍ مضيتُ
أبحثُ عن سكونٍ يليقُ بالحكايةِ……
عبرتُ
المدينةَ التي كانتْ ظلًّا يتبعُ خطوتي.
رأيتُ
المارَّةَ يُتمتمونَ وجوهَهم،
تتدلَّى الحروفُ من أفواهِهم مثلَ أغصانٍ ذابلةٍ.
رأيت سكون الليل ضجيج ورعد و برق
عرفتُ
أنَّ الصمتَ أبوابٌ.
والدروبَ مرايا، مرآةٌ بعدَ مرآةٍ،
وقدْ تعثَّرَ الضوءُ،
والأعينُ تبحثُ في الزحامِ عن أعينٍ أخرى.
دخلتُ
مقهىً مُبلَّلًا بالغيابِ،
وجدتُ مقاعدَهُ تصغي للشَّقوقِ،
ومن نَفَسٍ إلى نَفَسٍ
كانت الكلماتُ تنطفئُ مثلَ شمعٍ أخيرٍ.
وقتي غبارٌ
يتسلَّلُ بينَ الأصابعِ،
والجسرُ بيني وبينَ المسافةِ
تكسرهُ الأيَّامُ كلَّ فجرٍ،
وها أنذا،
أقفلُ البابَ،
أتركُ الليلَ يحرسُ الورقَ.
وأبيع الأقلام في سوق الخردة
فماعاد متسع للكلمات بقلبي
ولا عاد للقصائد عناوين
……….
ملاك نواف. العوام

اترك رد