منبر العراق الحر :
سأكسر الباب
لن أحمله
لن أودّع الجدران
ولا رائحة الخبز
ولا صور العائلة على الرفّ
لن أبحث عن قميص أبي
ولا سجادة صلاة أمي
سآخذني فقط
عاريةً من كل إرث
إلا وجعي
سأمضي
دون أن ألتفت
دفتر العائلة؟
مزّقته ذات مساء
حين صرتُ رقمًا بلا ملامح
ولا تاريخ
ولا مكان
أبي؟
تركته في المرآة
حذاؤه لم يُوصلني
والجرزة؟
خذوها لمن يريد الطريق
سأنفض الغبار
لا لأحمله
بل لأصفعه عن كتفي
كمن يرفض أن يُدفن في ماضيه
لن آخذ فساتيني
ولا التاج
ولا الحلم
سأغادر بجسدٍ حرّ
لا يحتاج زينةً ليصدّق أنه ملك
سأهرب
منك
أيها الموت المُتنكّر في قبلة
أيها الحب الذي
لم يَعرف كيف يُحبّني
في حمالة صدري
لا مكان لكما
صرتُ امرأة
تحمل صدرها كما يحمل الجندي بندقيته
ممتلئًا لا بالعطاء
بل بالرفض
وسأترك لكم السرير
وأوهام العرس
ومزهريةً فارغةً في زاوية الغرفة
تليق بجفافكم
سأرحل بلا رجعة
بلا حنين
وسأدفن في مقبرة لا تحمل اسمي
فأنا
ولدتُ من جديد
في جسد امرأة
لا تشبه أحدًا
ولا تنتظر أحدًا
ولا تُهزم
رنيم نزار
..