جزيرة الأحلام . اليوم الخامس …. نازنين الجاف

منبر العراق الحر :

بسط ضوء الشمس جناحيه على الجزيرة مرةً أخرى وأفقت من النوم على صوت صديقاي وهما يتقافزان حولي . اعتدلت في مكاني وفتحت الباب وخرجنا من الكهف باتجاه الشلال . مرحنا كثيرا في الماء وتناول كل منا طعامه ثم رجعنا الى البيت . صنعت من شباك الصيد حبلاً وضعته حول رقبتهم وربطتهم بشجرة قريبة من مرمى عيني فقد كنت أريد ان أخلو بنفسي لأفكر كيف ابني لهما مكانا صغيرا داخل الكهف . وقد تم ذلك بالطين والحجارة .

ثم قررت الذهاب في نزهة الى الشاطئ فأطلقت سراحهما وأخذت المجداف معي وانطلقنا . كنا سعداء جدا ونستمتع بكلّ لحظة وعندما وصلنا ربطتهما بالشجرة . حدقت في المدى البعيد فأذا بسفينة على وشك الغرق وكنت أسمع صراخ الناس . ثمّ ركضت نحو القارب وجدفت بأقصى سرعة حتى وصلت اليهم . استطعت أن أنقذ ثلاثة أشخاص فقط . كان هناك رجلا آخر مفتول العضلات وشعره الأبيض يغطي وجهه مرميا على خشبة طافية . تمنيت أن يكون على قيد الحياة فذهبت اليه وإذا بقلبه ينبض فساعدني البقية على نقله الى القارب الصغير ثم عدنا أدراجنا الى الشاطئ ووضعناه على الأرض فعملت له الإسعافات الأولية لمساعدته على التنفس حتى استفاق . كانت عيناه تلمع تحت أشعة الشمس فتركناه ورجعنا عدة مرات إلى السفينة لننقذ ما يمكن انقاذه فقد كان هنالك الكثير من الطعام من المعلبات والبقوليات والبطاطا وأدوات الطبخ . ملئنا الزورق بكل شيء ورجعنا إلى الشاطئ بعد ان ابتلع البحر السفينة بالكامل .

الناجون كانوا امرأة وفتاة صغيرة ورجلان والسيدة كانت منهارة تريد ان تعود الى البحر حيث فقدت صغيرها . جلسنا تحت شجرة متعبين وكنا بالكاد نلتقط انفاسنا ونحدق ببعضنا البعض ثم شكروني لمساعدتي لهم وطلبوا أن اسمح لهم بأن يعيشوا في جزيرتي لانهم اعتقدوا أن المكان ملكا لي وأنا لم أخيب ظنهم فقد تصرفت كأني كذلك ورحبت بهم وسمحت لهم بالعيش مقابل مساعدتي في كل شيء . المرأة المسكينة كانت تبكي لفقدان صغيرها فحاولت احتوائها وتهدأتها وهنا راودتني افكار عن حياتي السابقة وتسألت من أنا ولماذا لا أذكر من أين اتيت ؟ هل أنا متزوجة ولدي أطفال كتلك المرأة الحزينة ؟ امضينا فترة ما بعد الظهيرة كلها عند الشاطئ وهم يطرحون عليّ الاسئلة التي كانت تدور عني وعن حياتي . إكتفيت بقولي بأنني تعبت من الحياة والضوضاء في المدينة ومشاكلها وقررت أن اعيش وحدي في هذه الجزيرة التي ورثتها عن اجدادي ثم إقترحت عليهم أن ننقل الاشياء حيث اسكن . كنّا أربعة أشخاص وطفلة في السابعة من عمرها . استطعنا أن ننقل الأشياء كلها حتى حلّ علينا المساء . أشعلت النار في الخارج وصنعت لهم عشاءا من المعلبات التي جئنا بها من السفينة . كنا منهكين جدا والغيوم تحجب النجوم ثم قررنا ان نخلد للنوم . أخذت صديقاي معي ووضعت الصخرة عند المدخل ثم ثقلت أجفاني ولم أستطع الصمود اكثر فدخلت في نوم عميق على أمل يوم جديد . تبين لي عند الصباح انهم استلقوا بجوار الكهف على التراب ولم يشعروا باي شيء نتيجة التعب النفسي والجسدي الذي ذاقوه من هول الصدمة التي واجهوها اثر غرق سفينتهم .. وهكذا طويت صفحة جديدة اخرى من حياتي على هذه الجزيرة .

بسط ضوء الشمس جناحيه على الجزيرة مرةً أخرى وأفقت من النوم على صوت صديقاي وهما يتقافزان حولي . اعتدلت في مكاني وفتحت الباب وخرجنا من الكهف باتجاه الشلال . مرحنا كثيرا في الماء وتناول كل منا طعامه ثم رجعنا الى البيت . صنعت من شباك الصيد حبلاً وضعته حول رقبتهم وربطتهم بشجرة قريبة من مرمى عيني فقد كنت أريد ان أخلو بنفسي لأفكر كيف ابني لهما مكانا صغيرا داخل الكهف . وقد تم ذلك بالطين والحجارة .

ثم قررت الذهاب في نزهة الى الشاطئ فأطلقت سراحهما وأخذت المجداف معي وانطلقنا . كنا سعداء جدا ونستمتع بكلّ لحظة وعندما وصلنا ربطتهما بالشجرة . حدقت في المدى البعيد فأذا بسفينة على وشك الغرق وكنت أسمع صراخ الناس . ثمّ ركضت نحو القارب وجدفت بأقصى سرعة حتى وصلت اليهم . استطعت أن أنقذ ثلاثة أشخاص فقط . كان هناك رجلا آخر مفتول العضلات وشعره الأبيض يغطي وجهه مرميا على خشبة طافية . تمنيت أن يكون على قيد الحياة فذهبت اليه وإذا بقلبه ينبض فساعدني البقية على نقله الى القارب الصغير ثم عدنا أدراجنا الى الشاطئ ووضعناه على الأرض فعملت له الإسعافات الأولية لمساعدته على التنفس حتى استفاق . كانت عيناه تلمع تحت أشعة الشمس فتركناه ورجعنا عدة مرات إلى السفينة لننقذ ما يمكن انقاذه فقد كان هنالك الكثير من الطعام من المعلبات والبقوليات والبطاطا وأدوات الطبخ . ملئنا الزورق بكل شيء ورجعنا إلى الشاطئ بعد ان ابتلع البحر السفينة بالكامل .

الناجون كانوا امرأة وفتاة صغيرة ورجلان والسيدة كانت منهارة تريد ان تعود الى البحر حيث فقدت صغيرها . جلسنا تحت شجرة متعبين وكنا بالكاد نلتقط انفاسنا ونحدق ببعضنا البعض ثم شكروني لمساعدتي لهم وطلبوا أن اسمح لهم بأن يعيشوا في جزيرتي لانهم اعتقدوا أن المكان ملكا لي وأنا لم أخيب ظنهم فقد تصرفت كأني كذلك ورحبت بهم وسمحت لهم بالعيش مقابل مساعدتي في كل شيء . المرأة المسكينة كانت تبكي لفقدان صغيرها فحاولت احتوائها وتهدأتها وهنا راودتني افكار عن حياتي السابقة وتسألت من أنا ولماذا لا أذكر من أين اتيت ؟ هل أنا متزوجة ولدي أطفال كتلك المرأة الحزينة ؟ امضينا فترة ما بعد الظهيرة كلها عند الشاطئ وهم يطرحون عليّ الاسئلة التي كانت تدور عني وعن حياتي . إكتفيت بقولي بأنني تعبت من الحياة والضوضاء في المدينة ومشاكلها وقررت أن اعيش وحدي في هذه الجزيرة التي ورثتها عن اجدادي ثم إقترحت عليهم أن ننقل الاشياء حيث اسكن . كنّا أربعة أشخاص وطفلة في السابعة من عمرها . استطعنا أن ننقل الأشياء كلها حتى حلّ علينا المساء . أشعلت النار في الخارج وصنعت لهم عشاءا من المعلبات التي جئنا بها من السفينة . كنا منهكين جدا والغيوم تحجب النجوم ثم قررنا ان نخلد للنوم . أخذت صديقاي معي ووضعت الصخرة عند المدخل ثم ثقلت أجفاني ولم أستطع الصمود اكثر فدخلت في نوم عميق على أمل يوم جديد . تبين لي عند الصباح انهم استلقوا بجوار الكهف على التراب ولم يشعروا باي شيء نتيجة التعب النفسي والجسدي الذي ذاقوه من هول الصدمة التي واجهوها اثر غرق سفينتهم .. وهكذا طويت صفحة جديدة اخرى من حياتي على هذه الجزيرة .

اترك رد