هدم المجتمعات يبدأ من الداخل: عندما تُهدم الأسرة والتعليم والقدوة…كريمة_الشامي_الجزائري

منبر العراق الحر :
لا تسقط المجتمعات فجأة، بل تُهدم بهدوء، بصمت، ومن الداخل. تبدأ القصة حين تتفكك نواة المجتمع: الأسرة، حين تُفرّغ من معناها كمكان أمان وحوار وقيم، وتتحول إلى ساحة صراعات، أو صمت بارد، أو تربية هجينة تُترك للهواتف والشاشات. من هنا، تبدأ أول شروخ البنية.
ثم يأتي هدم التعليم، لا حين تغيب المناهج فقط، بل حين تُقتل الرغبة في التعلم، حين يتحول المعلم إلى موظف، والطالب إلى متلقٍ بلا شغف، والمعلومة إلى حشو لا يُصنع به وعي ولا أخلاق. المدرسة ليست مبنى، هي عقل مجتمع، فإذا انهارت رؤيتها، انهارت العقول معها.
وأخطر أنواع الهدم هو هدم القدوة. حين يُسحب البساط من تحت أقدام الرموز التي كانت تمثل النور والاستقامة، ويُسلّط الضوء على رموز الزيف، الشهرة السريعة، والسطحية اللامعة، حينها يتيه الجيل بين ما يجب أن يكون وما يُقدَّم له كصورة للنجاح أو للإنسان “المثالي”.
نصيحة واجبة، لا بصيغة الوعظ، بل بصيغة الإخلاص:
من أراد إنقاذ مجتمعه، فليبدأ بإصلاح الأسرة أولاً، وليجعل بيته مساحة للحوار لا للتحكّم، وللمحبة لا للتسلّط.
ثم لينظر إلى التعليم كوسيلة للنهضة لا مجرد شهادة، ويغرس في أطفاله قيمة السؤال، والبحث، والفهم.
وأخيرًا، فلنحسن اختيار من نحتفي بهم، من نسمّيهم “رموزًا”، لأن ما يُبنى في أذهان الأبناء، يتحول لاحقًا إلى أفعال في واقع الوطن.
المجتمعات لا تنهار فجأة، بل عندما نصمت أمام ما يُهدم على مرأى منّا.
فلا تكن من الصامتين.
#كريمة_الشامي_الجزائري

اترك رد