نصل عافيتي….إلهام العويفي

منبر العراق الحر :

أتُظنُّ أنكَ بعدما أحرقتَني،
وابتسمت للرياح فوق شتاتي؟
وظننتَ أني في الظلامِ سأسقطُ،
كجذوةٍ انطفأتْ بأوَّلِ غيم آتِي؟
أو أنني سأظلُّ أبكي غيبتَك،
وأعدُّ أيّامَ الجفاءِ وآهاتي؟
كلا، فإني حينَ أفْلتَّ الدُّنيا،
كسَرتُ قيدي وارتديتُ سترة نجاتي
هلْ كنتَ تحسبُ أنَّني في غيبتِك
سأُطْعِمُ الأيامَ رمادَ فتاتي؟
فأنا التي من دمعِها نسجَتْ المدى
وزرعتُ في أرضِ الخذلانِ حياتي
ضحكتْ عليَّ، نعم، حكايا العاشقين
وسرتُ خلفَ قُصاصَةِ الأمنياتِ
لكنني، حينَ انكشفتَ بحقيقتِك
رأيتُ فيك انكسارَ مرآتي
أرسلتَ صورتَك تطفو فوقَ موجٍ
بلا كرامة، كـغيوم عابرات،
ظننتَ أني حينَ أراكَ مُترنّحًا،
سأُشعلُ الحزنَ وأهوى لشتاتي؟
يا من ظننتَ البحرَ سيفًا قاتلًا،
فإذا هو المرآةُ في غلطاتي
نارُك صارتْ بردًا على موقِ الجفاء
وأضحى جفاك نشيد نجاتي
دعْ عنكَ رقصة الزولو، وذاكَ الميل كم
بدوتَ مُضحكًا وسطَ اجُثاثِ،
رقصتَ فوقَ ما حسبتَ رمادَ قلبٍ
لكنهُ كانَ نصلَ عافياتي
في قبائلِ الزولو، في عيون الاسد
يُبعثُ الرمزُ من رمادِ الفاجِعاتِ
وأنا التي في حضنِ أسطورَتِهم
كُتبتْ على الجلدِ، قصيدةُ ثاراتي
فلتغرقَ الآنَ في مياهِ غرورِكَ
وارقصْ… كقردٍ ظلَّ في المَرقاةِ
أمواجُ بحرِك لن تُثيرَ مواجعي
بل زادتِ الضحكَ اشتعالًا في نبضاتي
ظننتَ أنكَ حين ترسلُ صورة
ستسقط جدران صلابتي…
أبدا فأنت تحاول عبثا
كمن يطارد سرابا في الفلوات

 

 

بقلم الشاعرة إلهام العويفي

اترك رد