منبر العراق الحر :
أجفان الجهات
لا تُغمض
على عين الريح الزرقاء.
وعيني الثالثة
مفتوحة على قصيدة
تتكئ على جفن المدى
كي لا نسقط…
ها هي أبواب دمشق
تتراءى لي،
أجفان تُغمض على حلم،
ودمشق تقف على جفن الردى.
تعانق قامتها
كرأس نبع عصيّ على القطع
رغم قطّاع الرؤوس والطرق…
ويتراءى لي
أبي،
يعانق موته
كخيط يلتحف الشمع
في متحف النور.
يا رفيق…
يتراءى لي
ردفا سوريا الكبيرة،
الرافدان،
يعانقان بعضهما
في مثلث خصيب
كرصيفين من العرائس
في انتظار مرور العريس…
يتراءى لي
كتاب الله طائرًا
بلا أجنحة مثقلة بالنبوءات والسماوات…
يتراءى لي
الأنبياء فراشات
تعانق مرايا اللهب
في نفوسنا…
يتراءى لي
قلبي حصانٌ أصيل،
يجرّ عربة الأرض،
وفيها خمس عاشقات تتربع
كعواصم منذورة
مثل مريم وأختها أليصابات
لهيكل الكلمة الحرة
لتاريخ وحضارة الماء…
تتراءى لي
عيناكِ
هودجين للحب،
ومنبرين لإلقاء خطبة الجمعة وموعظة الأحد،
وديوانين من القصائد المشفّرة…
تتراءى لي
الحرب هاربة
ترتدي خوذة واقية
تحت أشجار المشمش في غوطة دمشق…
كيف يتراءى لي كل ذلك؟؟
لا أعرف…
أعرف شيئًا واحدًا:
أني عاشق،
أني أتسلّق شجرة العناق في دمي،
وأقطف رؤيا
أجمل بكثير من رؤيا حزقيال…
==