فقراء البصرة؛ دموع لم تتوقف! فلاح المشعل

منبر العراق الحر :
بكاء الرجال ولطم النساء وصراخهن من سكان العشوائيات في البصرة، ساعة هدم بيوتهم الهزيلة، وهم في لحظة ذهول وشعور بالعراء في هذه الحياة الرثة، كانت لحظة حزن ورثاء حقيقي للعراق المنكوب بطبقة سياسية متسلطة معادية للشعب!
وقت لا يمكن وصفه إلا بلحظة انفصال عن ما هو إنساني، والاندفاع عميقا نحو عصر التوحش ومبدأ الغاب!
ولعمري إنها لحظة ختم أسود طبع وجوه الأحزاب الفاسدة، سراق المال العام وحقوق العراقيين، ومنها حقوق سكان العشوائيات!
أهذه دولة العدل الإلهي التي تدعون؟
انكشف تبجحكم الباطل في التشيع للإمام علي، والبكاء على الحسين؟
عشرات المليارات من الدولارات خصصت للبصرة من الموازنة السنوية للعراق، عدا الواردات التي لا تدخل لخزينة الدولة، وإنما خزينة الأحزاب المتسلطة على البصرة وحكامها الفاسدين ومافيات الجريمة!
فقراء البصرة يعيشون في العشوائيات، أو على هامش الحياة منذ تأسست في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب سنة 14 هجرية، وحتى الزمن الديمقراطي الراهن، وسلطة أحزاب الفساد والمافيات المتحكمة بأموال وثروات أغنى مدينة بالعالم؟
أغنى مدينة، وفيها آلاف العوائل تسكن العشوائيات، وأنواع الأمراض والسرطانات تسكن في أحشاء أبناء البصرة!
هل كان صعبا ً لو بادرت إحدى الحكومات المتعاقبة على البصرة لحزب الدعوة أو المجلس الأعلى أو غيرهما من أحزاب السلطة وعصاباتها ومكاتبها الاقتصادية، على تخصيص مبالغ بسيطة وهامشية من تلك المليارات، لبناء بيوت منخفضة الكلفة لتسكين الفقراء وضعاف الحال؟
كنزتم ملايين ومليارات الدولارات، ونهبتهم ملكيات وحقوق الدولة والشعب، وجعلتوها بأسمائكم وعوائلكم، بلغتم مراتب بالجحود والظلم والفساد لم يبلغها تاريخ الحكم في العراق!
دولة الظلم والطغيان لا تدوم، ويومها لا تنفعكم الأموال ولا الجاه الزائف والعناوين البراقة، ولا العقارات ولا الأرصدة في دول الخليج والعالم، تذكروا الطاغية بشار الأسد وعائلته الفاسدة، وأين انتهت بهم الأمور، تذكروهم بعد أن نسيتم الطاغية صدام حسين وقصوره التي انتهت لكم، ولا تدرون إلى مَنْ ستنتهي ومتى؟!

اترك رد