أتمنى لو كنتُ موجة…سميا صالح

منبر العراق الحر :

ليس للنساء عينٌ رابعة
يبصرن بها ما خفي على الحواس
لكنّ قلوبهن
إن أغمضت جفونها على الألم
ترى أكثر مما يُحتمل
وحين تنفتح القصيدة بين أصابع أنثى
كما تنفتح ندبة على جسد عاش
تولد الأشياء من نزيفها.
لا احتاج لخيال
بل ذاكرة تجرّ وراءها قافلة صور
ورغبة في البوح
تغري المعنى أن يتعرّى
نساء المدينة لا يعشقن الباصات الفارغة
يرعبهن صوت المقاعد الوحيدة
وصدى الخطى المتأخرة
يُفضّلن الزحام
حيث يتخفّى الحزن بين الجُموع
ولا يصير دمعهنّ موضوعًا للشفقة
وحين يكتبن
تفوح من قصائدهنّ رائحة الإسفلت الساخن
والحلم المهزوم
والجسد المرهق من الركض وراء معنى لا يلوي على أحد
كأنثى تكتب
أتمنى لو كنتُ موجة
تسحب معها ما يشبه العار من رمل الذاكرة
ثم تعودصافية
منكسرة
لا تحمل إلا صوتها
ربما كنت سأعلّم القصائد كيف تعوي
حين تُمنع من الكلام
وكيف تتنفس
في حجرة لا نافذة فيها إلا الدمعة.
لو كانت الروح كتابا
لكنت مزّقت الصفحة الأولى
وأعدتُ كتابتها بمداد أوّل وجعٍ أنثوي
ذاك الذي لم أفقه معناه
لكنه عرفني على الوحدة
لكنها –الروح– ورقة مبتلة
تمزقها أصابع الخيبة
ثم تُلقى في سلة المسودات.
أحيانا
يحملني الشعر كما تحمل العتمة غفوة
ثم يخذلني في المنتصف
يتركني عارية تحت مجهر الضوء
بلا استعارة تحميني
ولا قافية تطبطب على ارتباكي
فالشعر
هو فستان الزفاف الذي لم ألبسه
لكنني حلمت به آلاف المرّات
وأيقظني كلّ مرّة
صوت أمي وهي تناديني:
قومي… فالفجرُ أسبقُ من القصيدة
ومن الحب

اترك رد