منبر العراق الحر :
لن أكونَ منفيَّةً كوردةٍ
مقطوعةٍ
سأمْسحُ الغبارَ عن ذاكرتي
كلَّ صباحٍ
أحبُّ أنْ أشربَ نهارِي مع
العشُّاقِ في وطَنٍ
أصُوغُهُ على مقاسِي
………….
لو أنّني أستطيعُ
لكنتُ ركنْتُ ذاكرتِي في زاويةٍ
رطْبةٍ
يُصيُبها العَفَنُ
لا أريدُ أنْ أتذكّرَ المدائنَ التي
ابتلَعَتْها الثَّعابينُ والأفاعِي
لا أريدُ أنْ أتذكّرَ رائحةَ الزّهورِ
التي احتَرقَتْ
ولا الأرصفةَ التي غَمرَتْها أوحالُ
النِّفاق .
…………….
كدسّتُ الكافرينَ
في قصيدةٍ
أضرَمْتُ النَّارَ فيهم
وجلَستُ أَحتسِي قَهوتِي
أرمِي دخانَ صمْتِي عليهم.
…………..
زرَعتُ بنبضِي غيمةً
وحبّةَ قمحٍ
أنتظرُ أنْ تفرَّ أرغِفةُ الشِّعرِ
تلطمُ وجوهَ السّارقينَ.
……………..
يتحدَّثونَ كثيراً ثمّ
يرحلونَ
تاركينَ أشياءَهم
خلاصةُ الكلامِ
لا زبدةً في الثّرثرات .
……………
كما أنا …
بلا مساحيقَ ولا أحمرَ شفاه
بوجْنتَينِ جميلتينِ
وابتسامةٍ مبلولةٍ بالنّدى
وقصيدٍ تَرشحُ منه الآلامُ
يُثمِرُ كرمةً ودناناً
………….. ميساء علي دكدوك
٧٨