منبر العراق الحر :
دعها تكابرُ خلف سور غيابِها
واردع فؤادكَ إن تساءل ما بِها
ستعود حتما ً.. لا لأجلكَ .. إنما
لترى دموعكَ من خلال عتابِها
لا شمسَ تحتمل الفراق مؤبّدا ً
حتى وإن مكثت وراء سحابِها
فاجعل عنادك في هواها موقفا ً
ومن العناد وسيلة ً لعقابِها
هي مَن تمادت بافتعال عواصف ٍ
لما أحسّت منكَ عشقَ ترابِها
وهي التي ابتكرت صحارى قسوة ٍ
إذ هرولَت قدَماكَ خلف سرابِها
وهي التي عرفت وضوحكَ في الهوى
فتصنّعت أفقا ً لنشر ضبابِها
وهي التي لما تعاظم ذنبها
فرضت على كتِفيكَ حملَ حسابِها
وهي التي افتخرت مآذنُ صدرها
إذ علقتكَ على رؤوس قبابِها
هي لم تكن يوما ً سوى أرجوحة ٍ
عبثت رياحُ الطيش في أهدابِها
والآن . هل يثنيك ضعفُ إرادة ٍ
لتقولَ رفقا ً من جحيم عذابِها ؟
قد جاء دوركَ كي تقلّد دورَها
فالعب ــ كما لعبَت ــ على أعصابِها