منبر العراق الحر :
ماذا فعلتِ بداخلي ..
ماذا ..
فعلتِ بداخلي ؟
يا فرصة َ العُمر الأخيرة َ ..
في جميع مراحلي
وسحابة َ الـصيـف ِ ..
التي انهمرَت رذاذا ً باردا ً
لتلامسَ العطشَ الطويلَ..
على ضفاف ِ سنابلي
إنّي أرى صدقَ المشـاعر ِ
من خلال ِ قصيدةٍ
قد تدّعينَ بأنّها ..
نُسجَت بدون مغازلي
وأرى لهاثكِ في الحروفِ مُجسّدا ً
رغمَ الذي تخفينَ تحت هدوئكِ السحريّ ..
كي تتحايَلي
فيكادُ يحملني العبيرُ
على جناح ِ غمامةٍ ..
جعلتْ من الأقمار ِ فيما لو أردتُ
منازلي
* * *
ماذا فعلتِ بداخلي ؟
يا صُدفة َ القدَر ِالجميل ِلكي أكون مُعانِقا ً..
لحنا ًعلى فمِكِ المُهَذّبِ بالكلام ِ الفاضل ِ
وبلاغة َ الأدبِ الرفيع ِ ..
على سماءِ ثـقافةٍ
مَنحَت كنوزا ً للعطاءِ
بدون ِ أيّ مُقابل ِ
ارمي قلائدكِ الجميلة َ
في دروب مسامعي
وتأكّدي ..
أنّ النجومَ الآنَ في مُتناوَلـي
واستفسري من كلّ تاريخي القديم ِ
هل التقى يوما ًبـشاعرةٍ ..
أراقت ماءَهـا بجداولي ؟
كي أستطيعَ ..
ولو بشيءٍ من رهافةِ حسّها ..
أن أرضِعَ الكلماتِ عطرا ً ..
من رؤوس ِ أناملي
* * *
(هل يرتقي شِعري الضَعيف
لمُستواكَ .. على الهوى ؟ )
يا مُنتهى أدبِ التواضع ِ
من لسان ِ مُجامِل ِ
إنّي أرى همسَ القرنفل ِ
كيفَ يبدو واثقا ً..
عندَ الدخول مع الصَحارى
في حوار ٍ شامل ِ
وأذوبُ في سُفن ِ البنفسج ِ والعقيق ِ
وقد أتت ..
تلقي حمولتها الثمينة َ ..
فـي مياهِ سواحلي
فأكادُ أشعرُ بالرطوبةِ
تستحمّ ُ بنغمةٍ ..
ترَكــت لصوتك ِ نبرَة ً ..
عَصَفت بكلّ معاقِلي
امضي بشِعرك ِ ..
كرّري ..
قولي ..
فإنّي مُنصِتٌ
ما عدتُ أسمعُ أيّ شيءٍ
غيرَ شدو بلابل ِ
وتوقـّفي بعضَ الدقائق ِ..
كي أحسّ بأنني ..
ما زلتُ حيّا ً
ثمّ عودي للغِناءِ .. وواصلي
