منبر العراق الحر :
أكبتُ ما تناثر من الصراخ
وما علا من التمرّد
والطيبةُ فُتاتٌ لا تُطعِمُ الأواني
وهم يُمسكون معاولَ لاقتسام الضجر
كلّما صرتَ طيّبًا
تناهبتْكَ نارُ الألسنِ بالسخرية
والمِزاحُ الذي لا يَستُرُ عَورةَ قولِه
وكلّما هجعَ التنفّسُ في الصدر
نفخوا عليها من مُرادِهم
كي يُبقوا التأويلَ في مرابعِ اللاهثين خلفهم
ألا أيتها المسكينةُ في الطِّباع
لا تُغادري سريرَ الطفلِ الذي فيكِ
وكلّما زادت أُحجِيَتُهم
صببتِ عليهم من الصمتِ
ما يجعلُهم يتناوبون على الصراخ
كي لا يظهرَ معدنُ ما وراء النار
ألا أيتها القطراتُ التي كلّما تلبّستْ غيمةً
طارَتْ في الحقولِ كي تُسقي الأواني
ما يجعلُهم يمدّون أكفَّهم ليشربوا المزاحَ
ويحتضنون العُزلةَ بين الجدران
وإذا ما آوَوا إلى الكراسي
رفعوا الكؤوسَ نخبَ انتصارِهم
تاركين الصمتَ ينتفخ في الأوداج
فلكلّ مواجهةٍ حُجَجٌ ورغبةٌ وأدعيةٌ ومُرادٌ وترغيب
لهذا أنتِ وحدكِ مَن تجعلين لصمتي صراخًا
حين ينام رأسُكِ على يقظةٍ منتظَرة
ووسادةٍ من لذّةٍ تُطرِدُ كلَّ عينٍ حاسدة
ولسانٍ لا يعرفُ سوى أن يزيدَ الليلَ
بعطرٍ لا يُقاومُ الحَبَق
منبر العراق الحر منبر العراق الحر