منبر العراق الحر :
في مجتمعاتٍ تكثر فيها التبريرات، وتُقدَّس فيها الأخطاء باسم الخبرة، او اللي تعرفه احسن من اللي ماتعرفه، أو بمنطق بعضهم، السيئ افضل من الاسوأ، يصبح الاعتراف بالفشل بطولة نادرة، والانسحاب في الوقت المناسب فضيلة لا يجيدها إلا الكبار.
أخطرُ ما في الأمر أن تجهل إخفاقاتك، وتُعلِّق فشلك على الآخرين، أو تختزل النجاح بوجودك حيث أنت، فيما تراهن على البقاء في الماضي من دون أن يكون لك حاضر أو مستقبل.
انتابتني هذه الخواطر وأنا أتأمل كومة الإعلانات الانتخابية الفارغة من أيّ مضمون أو برنامج يُعتدّ به، برغم تكاليفها الباهظة التي تؤكد ثراء الطبقة السياسية، التي تضمر خلف كواليس بذخها المقترن بمال الشعب، عبارة ” نعوضها”!
أوقفني مشهد بكاء الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا حين انتُزعت منه كرسيّ القيادة لصالح مايكروسوفت، وقد قال يومها: “لم نفعل شيئًا خاطئًا، لكن بطريقةٍ ما خسرنا.”
غير أنه فاته أن الخسارة خطأٌ بحدّ ذاتها، يستدعي الانسحاب من الساحة لصالح الرابحين.
وإذا كان هو قد فاته مع توفر النية الحسنة،فماذا ترانا نقول لأولئك الذين سلبوا البلاد والعباد، ثم يزعمون أن بقاءهم نعمة، واللي يكرههم يعمى، او بالأحرىيضيع اثره؟
الجهل بالخطأ لا يُبرّئ صاحبه، والتمسك بالكرسي لا يصنع قائداً، بل يُعيد تدوير الخسارة في شكل جديد من الوهم.
منبر العراق الحر منبر العراق الحر