منبر العراق الحر :
إلى كل مَن أحب البصرةَ وزارها في (خليجي 25)
وإلى أهلي في العراق ، ضفاف دجلة والفرات، وضفاف شط العرب.
(طيّبونْ)
طيبون، وقلوبُهم أنبياءُ اللحظةِ
معراجيَ وكوثري
كيف أفصلُ الوردَ عن رحيقِه
الماءَ عن لونهِ
الرَّعشةَ عن القُبلةِ
السُّهادَ عن جفنِهِ!
مَن قِبلتُها النَّخلةُ لا تستكين
أي فيحاءُ الأملِ
كلُّ السُّقوفِ عاريةٌ
أيَّتُها الآية العظمى واليقين
صمتُكِ يلمعُ
كما أهلُكِ في تواضِعِهم
إن متُّ لن أرضَى بغير سعفِكِ كفناً
تتطهرُ خطايايَ بشطَّكِ
الشَّوقُ يعصفُ بنوافذي
ولا اتّجاهَ إلاَّكِ
منذ أن همستْ بأذني القابلةُ
اهتز النهرُ في روحي طرِباً
وأرضعني ثديُ ضفتِها الملاك
جلسَ العشّاقُ يباركون لأمّي
وردةُ الجوري،
سُكرُ الكسلةِ
والناقرون على الدُّفوف
كان المشهدُ نافذةً
من وقتها قالوا:
متطرفةُ العشقِ
لو يُدركونَ وجهَها
لتطرفوا إجلالاً لها
حين تسلقتْ ضحكتي الدَفلى
كان اللهُ يراقبُنا بنورِهِ
ويُبعدُ السَّهوَ عن جنينِ الحدائقِ
كلُّ الجراحاتِ ترتديكِ لتشفى
الأنهار أولادٌ صغارٌ قربَ شطِكِ.
متواضعون طيبون،
وظلالُهم شرفةُ التفاحِ والبمبر!
أرفرفُ مثلَ فراشةٍ
لم أطرْ مطلقةَ الأجنحةِ كما أنا الآن
تعبتْ يدي وهي تكتبُ سنواتِها
منذ أن قطعَ شريانَها الرَّحيلُ
كلَّما بدأتُ بحرفٍ
انتهيتُ بكِ
الخطى ناقصةٌ
يا كلُّ عناويني
ما زلتُ رفيقةَ السَّواقي
لفّيني بالجِريدِ وتشهَّدي
بفقراءِ مدينتي
بشهدائِها والمتعبينْ
دوري حولي عاشرةً وأخرى
فأنتِ شِفرةُ التحوّلِ
ليتنفسَكِ من أرادَ النَّقاءَ لصدرِهِ
جُننتُ، ليكنْ
فالمعجزاتُ ترتقي بالجنون
دعيني أتهجّاكِ أيتها المغفرة
الأطفالُ بسطوا أذرعهم
وملائكةُ المقاهي
طيورٌ تغنّي.
لم أكنُ مخطئةً
حين أطفأتُ الكونَ
واتَّقدتُ بكِ.
أنصتوا، للنَّخلةِ قلبٌ ورئةٌ
فكونوا خفةَ تلكَ الآلهة.
أيُّها المصلَّون،
عن ماذا تبحثون
تُربتُها إمامٌ صالحٌ
طوفوا وانذروا….
د.وفاء عبد الرزاق