منبر العراق الحر :
خدُّ الشّفَق تُعكّرُهُ حُمرَةُ الغُروب
والّليل باتَ يَحُثّ الخُطى
اِتجاه عتمةٍ سَرْمَدِيّة ..
والريحُ غاضبة
أبَت إلاّ أن تَقْرَع
آذان الظُّنُونِ النّائمة ..
رياحُ الخريفِ قاسية عاتية
كَمْ وكمْ ..كَسَرَت
مِنْ أغصان أزهار “المانوليا “ ؟!
وكم مِنْ “ يَرقاتِ “ أزهارِ الخوخ
تَناثَرت على صَدْرِ الطين مُنْتحِبة؟!
وتلك خُصلات شعري
فَكّكت الرّيحُ ضَفيرتَها ..
تَتَحدّثُ بالعطر
و تَنْحَني لِلوُرودِ النّاعسة ..
تُلوّحُ كأشْرعة في اليَمّ
كَشمْسٍ في الشّفق
وكغيمةٍ يُعاكِسُها الليلُ
وعُيون لا تَغفو ..
تَهفو لتَرْسُمَ حلما بنفسجِيّا
بأغْصان الأملِ ، بألوان قُزحيّة
تَرْنو لِكَسرِ كلّ القيود
ولِمحْوِ كلّ بقايا أثرِ القيد
حولَ المعاصِم..
لَكنّ أنّ رياحَ الخريف
حمّلتْني كلّ أثقالِ الأسى ،
و ألقَت بي في التيه
بينَ شِعابِ الليل ..
وظلّت غيْمةُ العُمر تُمطرُ
دمعاً وحُزناً
وقَمرٌ في المَحاق يُعاتبُني..
عصافيرُ الصّباحِ كُسِرَت أجْنِحتها
وأضْغاث حُلمٍ ..
و الفجرُ باتَ بعيداً..
لطيفة الأعكل