منبر العراق الحر :
نتيجة للنجاحات المتواصلة التي حققتها حكومة اقليم كوردستان في جميع المجالات على الصعيدين الداخلي والخارجي خلال العقود الثلاثة الماضية من مشاريع عمرانية وزراعية وصناعية بحيث اصبحت اربيل واجهة تجارية وحضارية وبوابة للأستثمارات الاجنبية،فضلا عن التطور الكبيرالذي شهده علاقات حكومة اقليم كوردستان بدول المنطقة والعالم الخارجي، تعرض شعب اقليم كوردستان واقليمه المتطور لمؤامرات وضغوطات اقليمية لأسباب معروفة ومن قبل الفاشلين الذين تصدوا للمشهد السياسي وتسلموا دفة الحكم وارجعوا العراق الى القرون الوسطى من حيث القتل والتهجير وفقدان ابسط الخدمات العصرية للمواطن الذي ذاق الامرين على يد النظام الدكتاتوري السابق.
بعد ان يأس المتآمرون على الاقليم من دول المنطقة والاحزاب والقوى السياسية الموالية والمرتبطة بها من محاولاتهم االيائسة، لجئوا الى اخس وأكثر ورقة دنيئة، الا وهي شن حرب اقتصادية وفرض حصارجائر على شعب كوردستان بغية تجويعه وتركيعه لأرادتهم الشريرة التي لا تريد للعراق والمنطقة سوى الدمار والخراب كون بقائها مرتبط بخلق الازمات والتوترات، ومن اجل الوصول الى تلك الاهداف العدوانية أختبروا جميع السياسات والسبل الخبيثة والاجرامية ضد شعب اعزل و لم يبق امامهم سوى استخدام المحكمة الاتحادية كأدات لتجويع واذلال شعب كوردستان.
حيث اصدرت المحكمة الاتحادية عدة قرارات جائرة وظالمة ضد الشعب كوردستان واستحقاقاته الدستورية والقانونية بأملائات اقليمية وداخلية وكان اكثرها جورا قرار المحكمة الذي صدر في 15 شباط 2022 الذي عد قانون النفط والغاز في اقليم كوردستان غير دستورياً والزام الأقليم تسليم ملف النفط للحكومة الأتحادية، ناسية او متناسية ان نظام الحكم في العراق هو نظام فدرالي أتحادي وفقا للدستور الذي صوت عليه الكثر من 80% من الشعب العراقي والذي يتيح للأقاليم استثمار ثرواتها وفق شروط محددة.
كما اصدرت المحكمة الاتحادية الاربعاء 25 كانون الثاني 2023 قراراً مجحفا اخرعدت فيه عدم قانونية وصحة القرارات الصادرة من قبل مجلس الوزراء المرقمة 194 في 15/ 6/2021 و226 في 6/7/2021 و257 في 3/8/2021 و335 في 22/9/2021 و401 في 2/11/2021 و8 في 11/1/ 2022″ والتي كانت تتعلق بإرسال ترليون وثلاثة مليارات دينار (200 مليار دينار شهرياً لـ 5 أشهر، و3 مليارات لتعويض المتضررين من الفيضانات).
هنا لابد من التأكيد ان قرار المحكمة الاتحادية الأخير،قد صدر في الظاهر ضد مصالح وحقوق شعب كوردستان القانونية والدستورية، الا انه في الحقيقة يستهدف حكومة السيد محمد شياع السوداني قبل اقليم كوردستان بهدف افشالها، كون نجاح السوداني في تنفيذ منهاج حكومته وبالاخص في قضيتي تصفير المشاكل مع اربيل وايقاف تهريب العملة الصعبة العراقية الى ايران واذرعها في المنطقة والعمل على تحسين الحالة المعيشية للطبقات الفقيرة والمسحوقة من المجتمع العراقي،يعد ضربة قاصمة للأحزاب والقوى السياسية التي شكلت الحكومات المتعاقبة في البلاد بعد 2003 وفشلت فشلا ذريعا في ادارة دفة الامور،فضلا عن ان هذا النجاح سيسحب البساط من تحت اقدام الفاسدين في الانتخابات المقبلة وبذلك سيكتسح السيد السوداني اصوات الناخبين العراقيين في اية انتخابات قادمة وبالاخص نحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات ربما في نهاية العام الجاري وانتخابات برلمانية خلال العامين المقبلين،لذلك حكومة السيد السوداني ستواجه ضغوطات كبيرة في الفترة المقبلة وبالاخص في الملفين الاقتصادي والخدمي بغية افشالها.
في الأحد، ٩ كانون الثاني، ٢٠٢٢ ٢:٣٥ م Jawad Kadem <kademj12@gmail.com> كتب:
شارع االمتنبي,زحام الأرواح
جواد ملكشاهي
يعد شارع المتنبي من اهم شوارع عاصمتنا الحبيبة بغداد ماضيا وحاضرا، حيث يضم في احضانه اقدم المطابع العراقية التي تعود تأريخها الى القرن التاسع عشر فضلا على بنايات حكومية تعود للعهد الملكي كالمحاكم المدنية المعروفة اليوم بالقشلة ومئات المكتبات وآلاف الكتب والمطبوعات الأخرى في مجالات مختلفة.
الشارع حاله حال جميع احياء وشوارع بغداد القديمة تاثر بما مر عليه العراق من احداث مدمرة كالحروب والانقلابات والحصار والأهمال المتعمد الأمر الذي ادى الى تحوله الى شارع بائس،ورغم كل ذلك حافظ على مكانته المرموقة بين الشوارع البغدادية وظل ملتقى للكتاب والأدباء والمثقفين والفنانيين وكذلك سوقا مهما لبيع وشراء وتوزيع الكتب والمجلات والصحف وجميع النتاجات الثقافية،بالأضافة الى مكان او منبرللنشاطات والفعاليات الفنية والثقافية المختلفة.
تعودت الطبقة المثقفة البغدادية قبل ثورة تكنولوجيا الأتصالات وحتى اليوم على زيارة هذا المعلم الثقافي في الأيام الأعتيادية وبالأخص في ايام الجمعة و العطل والمناسبات،وفي الماضي كان غالبية روادها من المثقفين والادباء والشعراء وجميع عشاق المطالعة واصحاب القلم وذلك لوجود مئات المكتبات الخاصة ببيع الكتب والكسبة الآخرين للأطلاع على كل ماهو جديد من المنتج الثقافي.
اليوم الشارع يعاني من زحمة الرواد ولكن نسبة كبيرة منهم لا علاقة لهم بالثقافة والصحافة والادب ولا حتى بالمطالعة وهم عبارة عن هياكل عظمية و رؤوس خاويه من الفكر ونفوس مريضة شيطانية تحاول العبث بسمعة هذا الصرح الكبير ، لذلك ترى مجاميع مختلفة منهم يعجون في الشارع، مجموعة جاءت للتحرش بالجنس الآخر، ومجموعة من العاطلين عن العمل لقضاء وقت الفراع واخرى لألتقاط السلفي لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتقمص شخصية المثقف العراقي،ومنهم ضعاف النفوس من السراق المحترفين.
للأسف الشارع مزدحم بالرواد،المطاعم واكشاك بيع الأغذية والمقاهي تغص بالزبائن، لكن المكتبات و بسطيات الكتب تكاد تكون مهجورة وفاقدة لأي حركة تجارية حقيقية توحي ان الشارع مخصص لعرض المطبوعات من الكتب والمجلات والصحف.
لو كان نصف رواد شارع المتنبي حقا من اصحاب الفكر والقلم والمطالعة لكان العراق اليوم في مصاف الدول المتقدمة، ولما عانى خلال العقود الاخيرة من الحروب والصراعات القومية والطائفية فضلا على المشاكل السياسية والأقتصادية والأجتماعية وظواهر شاذة انتشرت في جسد المجتمع العراقي وبالأخص بين شريحة الشباب من البطالة والمخدرات والرذيلة، وكل هذه الأمور مؤشرات على أن نسبة الوعي والمطالعة قد تدنت في مجتمعنا المنهك الى مستويات كبيرة يمكن ان نقول انها تهدد ما تبقى من حضارة العراق الذي يمتد للآلاف السنين.
في ظل هذه الأوضاع الشاذة التي يعاني منها هذا الشارع التوعوي والارث الثقافي الكبير لم يبق امام غالبية اصحاب المكتبات الا غلق ابواب محلاتهم والتوجه الى مجالات اخرى لكسب الرزق واستمرار الحياة وهذا بحد ذاته يعد كارثة وتراجع كبير في المستوى الثقافي وينذر بخطر كبير لمستقبل العراق والمجتمع العراقي ودوره الفاعل على مستوى المنطقة والعالم.
عدد من الكتاب والمثقفين والفنانيين يقترحون ان يكون دخول الشارع خلال ايام العطل وبالاخص ايام الجمعة مقابل مبلغ بسيط من المال حاله كحال الاماكن الترفيهية الاخرى وجمع هذه الأموال وصرفها على تطوير وادامة الشارع وبناه التحتية وانشاء مراكز ثقافية ودور وصالات المسرح ودعم طبع الكتب والنشاطات الثقافية والفنية.
برأيي المتواضع ارى ان المقترح وجيه ويمكن لأمانة بغداد ان تقوم بأستيفاء المبلغ من الرواد وصرفها على الضروريات لأخراج شارع المتنبي من الحالة المأساوية، لكي يبقى المتنبي لأصحاب القلم وعشاق الكتاب والمطالعة وليس مجرد سوق لزحام الأرواح الشيطانية