سياسات متبعة …وشعوب مسيرة !! ايمان عبدالملك

منبر العراق الحر :

كم تؤلمني مشاهد البؤس التي تزداد يوميا في بلدي ، أطفال بعمر الزهور يحملون أكياس من “الجنفيص” يجولون في شوارع العاصمة أو يتجمعون حول الحاويات ليملؤوها بالزجاجات البلاستيكية الفارغة ،ويبيعوها آخر النهار ليحصدوا الملاليم ، أي مستقبل ينتظره بلد أطفاله يفتقدون للعلم والثقافة والمعرفة ،أجيال تهدم أحلامها ويقتل مستقبلها وسط جو موبوء وساسة تفتقد لصحوة الضمير قتلتهم انانيتهم ليحرموا مواطنيهم من أدنى حقوقهم ،حتى الطفل المجتهد الملم بالعلم حرموه من نعمة الكهرباء ورفعوا من اسعار الأقساط المدرسية و المواصلات الباهظة الثمن ليحرم معظمهم من العلم والتقدم .
دول كبرى تتحكم بسياسة البلد ،تسعى جاهدة لتفقير شعوب دول العالم الثالث وزجها في دائرة الجهل والفقر ،تدفع الملايين للمسؤولين الذين باعوا ضمائرهم وتغرقهم بالوعود ليطبقوا سياستها، ويحبطوا من طموح و تقدم شعوبهم فيتركوهم اسرى الحرمان ،مخطط مرسوم وينفذ ،يدفع ثمنه المواطن ليجبر أن يكون تبعية للزعيم ويعيد زمن الإقطاع والعبيد لكن بأساليب متحضرة ،فيما الشعب مخدر غير مدرك لما يخطط له من مهالك يفضل الهجرة والسفر والهرب من الواقع الأليم بدلا من أن يثور على الظلم ،ويدرك بأن هناك حقوق حرم منها جهرا وعليه أن يستعيدها بدلا من أن يدفن نفسه في الحياة ويمضي عمره هباء .
فالانهيار الذي كان متوقعا في السنوات الأخيرة زاد الحالة الاقتصادية والمعيشية صعوبة ،ظهرت التراكمات وغابت الرقابة على المصارف ،الصيارفة والتجار وغيرها حتى أصبح الدولار بحدود الاربعين الفا مقابل الليرة اللبنانية ،مصطحبة معها ظاهرة تثبت تتابع سياسات الإذلال المعتمدة على المواطنين والطبقة العاملة ، فيما تكثر المعونات نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي مما يجعل المواطن يرى في “مساعدات الزعيم” أو “كراتين الإعاشة “سبيلا وحيدا للعيش نتيجة تفاقم الأزمة المعيشية مما ينذر بانتفاضة أو ثورة لا يستطيع المرء التكهن في شكلها ومسارها ،لكنها حتما تساعد بيتغير هذا الواقع الأليم.

اترك رد