هكذا رأيت البلاد ، هكذا رأيت الخراب…. نبيل ياسين

منبر العراق الحر :
اذن ، هكذا شئت ايها الاله القصي.
ان تكون حياتنا خرابا.
مالذي يدفعك لذلك؟
أهو الفراغ،
ام الانتقام؟
ونحن مالذي نفعله غير ان نقاوم ونزيل الانقاض،
بعد كل موجة غضب
بعينيّ رأيت البلاد تتهدم حجرا حجرا.
وبيديّ الراهنتين بدأت ازيل الانقاض،
الانقاض التي لم تنته حتى الآن.
ماذا حل بالعالم وماذا حل بهذه البلاد؟
الخراب شامل وواسع.
وأنا اقطّر فوق شفاهي خمرة الألم.
رائحة الانقاض تمتزج برائحة آهاتٍ بشر يحتضرون
عندي حقولٌ واسعة وجافة من الاحلام،
سرعان ما تصاب بضربة شمس فتحترق.
من كرر علينا هذه المصائب،
ومن كرر لنا هذا المصير؟
من كوّم علينا هذه القبائل الخارجة من الماضي ،
ومن أمدها بكل قسوة الاجتياح ،
قسوة اجتياح مثل اجتياح الفيلة؟
من القى علينا القتلة والسفلة والاميين واللصوص والمنطلقين من جحور مظلمة مثل الجرذان،
ليملأوا ردهات حياتنا بالخيبة والقنوط والخسران؟
ترى من رسم هذه المصائر الجارحة ،
وجعل دمنا ينزف من أملنا المطعون؟
من اخرج أطمار التاريخ الميتة لتحدث من جديد؟
من طمر رسائل الحرية
واعلانات العدالة
وبيانات الحقوق التي كنا ننشدها ونحن نسير لنخرج من الماضي الى المستقبل؟
من ادرج اسمائنا في قوائم سوداء، تتكرر في كل الازمنة وكل الامكنة؟
من سلط علينا سلطة الأوغاد
ليعم كل هذا الخراب
ليعم كل هذه البلاد ؟
نبيل ياسين

اترك رد