آلام المنفى ….هند زيتوني

منبر العراق الحر :
………..
منذ اليوم الأول لوصولي إلى المنفى
وقفت أمامي تلك الساحرة الفارعة الطول
المدعوَّة (أمريكا)
رحَّبتْ بوصولي
طبعتْ على خدِّي قبلةً صفراء
منحتني سيجارةَ ماريجوانا وكأساً من الفودكا
وقالت:
هذا لغسل ذاكرتك من أشباح الماضي
أخرجتْ ملفَاً وقالت:
اختاري رقماً يليقُ بك
اخلعي اسمَك القديم وتعويذة عمرك
أحرقي أشجارك التي أخفيتها في جيوبك
جفّفي النهرَ الذي لحقَ بك باكياً
واقتلي العصافيرَ المقصوصة الأجنحة
التي جاءت زحفاً على بطونها وراءك
ها أنا أقبعُ في كهفِ المنفى
وأقتاتُ الفرحَ من رائحةِ الوطنِ المحروق
أبحثُ عن مختارِ الغرب
ليشرحَ لي فلسفةَ العدم وأسأله:
هل عليَّ أن أنسى رائحةَ القهوةِ العربيَّة؟
وأن أشربَ من نهرِ العزلة
أنظِّفُ مرآةَ الرُّوحِ من سحر الشرق؟
هل عليَّ أن أجفِّفَ أورادَ نهاري
أستمع لأغاني الراب
وأصبحُ غربيَّة الفكر؟
ما أصعبَ أن أمزِّقَ كتبي
وتقاليدي وأتلاشى كالغيم
وأغلقَ أبوابي في وجه الجار والزوار
هند زيتوني.

اترك رد