منبر العراق الحر :
رمضانُ آذن بالرحيل قريبا
فالى متى يبقى الكئيبُ كئيبا
والى متى يبقى الزمانُ معاندا
حتى عن الأفراح صار غريبا
انا في الطفولة كنت أمرحُ هانئا
و السعدُ يأتي كالفضاء رحيبا
اتذكرُ الأقرانَ في صبحٍ بهيّْ
لم يشهدوا ذاك الزمان نحيبا
العيدُ كان كما رأيتُ طفولتي
فيها الوضوحُ و ما عهدتُ شحوبا
قد كنتُ أفرح قبل عيدي كلّما
قالوا بأن الصومَ يَمحو ذنوبا
للصابرين وللعبادِ وأهلِهم
طوبى لمن أحيا الصيامَ وجوبا
أنا لا أرى للعيد نكهةَ ما رأتْ
عيني وقد رأت الزمانَ مَعيبا
اليوم ليس الأمس في أعيادنا
والحالُ أن العيدَ جاءَ رتيبا
والحالُ أن الناس تنكرُ بعضها
ومفرّقُ الأهواءِ صار قريبا
والحالُ أن المسلمين بأرضهم
صرعى وقد أرسوا بذاك عيوبا
يا مسلمين ويا نصارى حالكم
في المشرقين أذا نطقتُ: عجيبا
أعيادُكم حزنٌ و بؤس معذبٍ
هل هذه الأعيادُ تُرضي نجيبا
عودوا الى ماضي الزمان بسعيكم
بئس التمسك في الخصام دروبا
