حدّثتْني الريحُ…أفياء الاسدي

منبر العراق الحر :

حدّثتْني الريحُ عن حريق قريب
عن كوخ يشتعل في قلب سمراء
عن ضفّة تنام قربها
وكفّين صغيرين لا تتقنان انقاذ صاحبتهما
حدّثتْني
عن جمرتين في عينيها
ووردة ذابلة في يدها
عن حذاء عالٍ
ورغبةٍ مكسورةٍ بالسير
عن قرطين يشتعلان من الحنين
وطوقٍ سيقتله الانتظار
كما لن تقتلها النار
سيقتلها سكونُ الضفّة
قبل أنْ تُتمّ الريحُ نميمتَها
سيقتلُها برودُ المسامير في أضلاعها
وصمتُ المصغين
سيثير فضولها رغم ذلك
أنني تحدّثتُ عنها بضمير الغائب
أنني لم أقل للريح
أدري أنّ الكوخ في صدري
أدري أنْ قربي ضفّة نائمة
أدري أنّ كفّي لا تحتملان ثقل الخواتم
أنهما أصبحتا قارورة لوردة أبدية ذابلة
لم أخبرها، أدري أن سيقتلني البرد
لا النار
نميمةُ الريح
أفياء أمين الأسدي

اترك رد