منبر العراق الحر :
ارسلت احد الفتيات العراقيات صورة نتيجة امتحان السادس ادبي ، سالتها : ماهذه النتيجة ؟؟.
قالت : التربية الاسلامية صفر ، يعني بلا دين بلا اسلام..اللغة العربية صفر ، يعني لاعروبة و لاقومية … اللغة الانكليزية صفر ، يعني حتى الاحتلال الانكليزي و الامريكي ما حسن لغتنا. بالرياضيات صفر ، يعني لا نحاسب و لا نعد .. التاريخ و الجغرافية بلا ، مؤجلان الى الدور الثاني ، وقد لانتجاز التاريج و لا نعبر بالجغرافية . الاقتصاد صفر ، لاننا بلا اقتصاد منذ سنين ..
قلت لها : هذه نتيجتك؟
قالت : هذه نتيجة العراق؟؟؟؟
قلت : ممكن تنجحين بالدور الثاني!!!
قالت : انجح!!!!، وادخل تربية فارسي لو اداب تركي لو لغات عبري ..اختي الكبرى ( حنين) خريجة اداب فلسفة من عشر سنوات ، والان شبه مخبلة مركونة بالبيت مع الطباخ و الثلاجة و المجمدة ، و الوسطى ( لجين ) خريجة علم نفس من ٨ سنوات ، تعيش حالة توحد وتعمل على تنظيف صالة الاستقبال و تكاد تكون سجادة تتحرك بين الاثاث، اما الثالثة ( انين ) خريجة علم الاجتماع من ٦ سنوات ، تعيش يومها في تنظيف البيت ذهابا” و ايابا” و تحسبها روبوت ، و لو تكلمت تنفجر …والدي موظف في دائرة الماء ،عندما تراه ،ترى خارطة الحزن العراقي ، و تاريخ معاناته…
قلت : بماذا ممكن اخدمك؟؟
قالت : هل بقى لنا شيء من الوطن …لو الوطن مرحلة من تاريخ الغزوات و الحملات العسكرية للطغاة و حروب السلاطين ..ام ان الوطن ..ارض محددة بالجغرافية و رسمها سايكس – بيكو و عرضناه للبيع والايجار ، للمستثمرين الاجانب و الجيران الطامعين بها…ام ان الوطن اكذوبة من الاكاذيب الموروثة من الكهنة و الاحبار و القساوسة و الشيوخ ، و حقيقة الوطن هي وثن ، ينذبح ابنائنا قربانا” لجغرافيته و تاريخه ،فهل رايت شهداء لرؤوساء و وزراء و قيادات الوطن ، ام ان الشهادة و التضحية كتبت على الفقراء و المحروميين و المعدميين .
الى متى نشد على بطوننا من الجوع ، و يشدون بطونهم لكي يقللو اوزانهم و يرشقو…
قلت لها : سمعت من شيخ صديق ( ابو رسل ) يقول انه روي عن رسول الهدى و الرحمة (ص) : حب الاوطان من الايمان …
قالت : دكتور ، جد لنا الوسيلة لنخرج من الدار ، نعيل اهلنا ، و نحتفظ بادميتنا ، و يبقى فينا ما تبقى من العقل …صمتت ثم قالت بحزن والم : عندما انظر الى المرآة ، ارى انسان مهدم ، و اتامل شكلي ، فلا ارى ثمة انوثة بقت ، او احساس بان اكون امراة … لقد دمرتم فينا العاطفة. ، و سلبتم الوجدان ، و قتلتم الخير و الاحسان ، لن افكر في الغد ، لانه ليس بافضل من يومي ، اما يومي فهو اسوء من امسي …اني اعد الايام ، حتى اقضي اجلي ، وانا اقرا مقالاتك الحزينة و افكارك اللعينة و كلماتك المقززة التي تفضحنا بملابسنا و تصرفاتنا و احزاننا ، و لاتجد لنا وسيلة للفرح و الحياة و لو بامل واهم، او بوعد و احلام مزورة ..
قلت لها : اصبر ، انه البلاء.. اختبار من الله لصبرنا و عزمنا. قدرتنا على تجاوز الالم و الضيم …لن يطول حزنك ، ان مع العسر يسر ..ان مع العسر يسر .. ولن يغلب العسر يسران ..لن تتحقق بالنهاية الا ارادة الله ، فبحق من اشفى ايوب بعد المرض و الداء ، ونجى ابراهيم من النار و الشواء ، و اعاد يوسف ليعقوب و سيده على الارجاء ، و بحق سيد المرسلين و من انجاه في الغار و احد و حنين و جعله خاتم الانبياء ، ليعطينا الله خيرا” له اول ، وليس له اخر ، و سيمزق شتات الظالمين حتى لا يكون لهم اول و لا اخر ….
وعد مني و هو وعد الله ، لن ترين حكومتك الجائرة ، الخائرة ، الفأجرة ، البائرة في عيد الفطر القادم ، و سيجعل الله علينا من يخدومونا لا من يستعبدونا ، اللهم اصدقنا في قولنا ، و احسن عملنا انت مولانا فنعم المولى و نعم الناصر ….
ا.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي