الجندر .. والحديث المتأخر . ….فلاح المشعل .

منبر العراق الحر :
فجأة انطلق الحديث في الاوساط الاعلامية والسياسية عن النوع الاجتماعي أي (الجندر) وكأنه اكتشاف جديد ويحتاج الى من يشرحه ويفصل فيه ، فيما أنتهت الأوساط الثقافية بالعالم من اشباعه نقاشا ً وكتابة وتعريفا وتحريضا ً على العمل في ضوء منطلقاته الفكرية والسلوكية الاجتماعية ، ماجعله يحمل صفة النظرية الجندرية .
قبل أكثر من سبعين سنة صدر كتاب الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار ” الجنس الآخر ” ليقدم ثقافة من نوع آخر ، صادمة لمفاهيم المجتمعات الذكورية ومفهوم الرجل أو المرأة ، وكان مقاربة نظرية بالغة الأهمية ومنطلقا لتأسيس مفهوم الجندر ، كمصطلح يعفي المرأة من الحدود التي يصنعها لها المجتمع في تابعيتها لسلطة الرجل ، بل نادت بتحررها من الموروث الثقافي ، معترضة على مفاهيم الرجل للمرأة بكونها ” الجنس الآخر ” ، وبحسب دي بوفوار فأن الأنثى تتحول امرأة ضمن واقع ذكوري لايؤمن بمساواتها مع الرجل وسبب ذلك تابعيتها الاقتصادية للرجل .
الموضوع أيضا حظي باشتغال كبار المثقفات والكاتبات العربيات امثال نوال السعداوي في خطابات تتضمن ثقافة الجندر وكانت تحتشد بالادلة والمفاهيم السائدة بالمجتمع وماتتعرض له المرأة العربية، وخصوصا بالريف، من اضطهاد وظلم وقتل وغيرها ، جراء سلطة الثقافة الدينية السائدة وانعدام الثقافة الجنسية والتابعية الاقتصادية للرجل ومفهوم ” الرجال قوامون على النساء” ، وقد اصدرت السعداوي عدد كبير من الكتب والقصص التي حملت افكارها في موضوع النوع الاجتماعي وقراءة بعض كتبها مثل ” الرجل والجنس ” والمرأة هي الأصل ” و”المرأة والجنس ” توضح مفاهيم خطابها .كذلك اشتغلت الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي في عدد من كتبها التي نادت بقضية المرأة وتحررها ، كذلك الروائية الجزائرية الشهيرة آسيا جبار التي ناقشت في العديد من رواياتها قضية غياب المساواة بين الرجل والمرأة وماتتعرض له المرأة من حرمان واضطهاد .
باختصار شديد فأن أهم ماجاءت به النظرية الجندرية هي لا اختلاف بين الرجل والمرأة سوى بنوع ” الجنس” أي اختلاف بايلوجي ، وعدا ذلك فأنهما متعادلان في كل شيء ، لكن سلطة الرجل الاقتصادية والاجتماعية تجعلها تابعة له ، ومن هنا فأنها تنادي بالغاء وصاية الرجل على المرأة ، والقضاء على الهيمنة الذكورية على المرأة ، من خلال تمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وحصولها على القوة الاجتماعية بمختلف ادوارها .

اترك رد