“فيلا إيربا”.. صُمّمت وفقاً لمعايير عصر النّهضة الإيطاليّة وبرّزت في الأفلام (صور)

منبر العراق الحر :

تقع فيلا إيربا التاريخية والفخمة، المبنية منذ القرن التاسع عشر، في سيرنوبيو، على ضفاف بحيرة كومو. وتم تصميم المبنى وفقاً لمعايير فن عصر النهضة الإيطالية.
تقدم حديقتها القديمة نزهةً مبهجة بين الأشجار ومجموعات من الشجيرات المزهرة، وأسرّة أزهار أنيقة، متعددة الألوان، على واجهة البحيرة، ما يجسد منظراً خلاباً رائعاً لواجهة بحيرة كومو.
شكلت الفيلا لفترة من الزمن، الإقامة الصيفية للمخرج وكاتب السيناريو الإيطالي لوتشينو فيسكونتي. تفتح الفيلا أبوابها حالياً، للزيارات في حالة الفعاليات، المعارض والمؤتمرات فقط. ويمكن استئجارها للمناسبات، على اختلاف أنواعها، من ضمنها حفلات الزفاف والاجتماعات.
يمتد مبنى الفيلا الرئيسي على قطعة أرض مربعة، تحدر منها سلالم عريضة بيضاء نحو البحيرة، وما يميزها وجود رواق مدخل كبير على الجانب الآخر.
تحتوي الفيلا على العديد من الميزات النموذجية خلال فترة بنائها، مثل البرج البانورامي، والرابط للجزء النبيل من الفيلا بجناح الخدمة.
صمم أنجيلو لورنزولي الديكورات الداخلية، بالتعاون مع إرنستو فونتانا لإنشاء اللوحات الجدارية. تمتلئ المساحات الخارجية بمنحوتات رسمها مازوتشيلي، مثل الأسدين الموضوعين على جانبي مدخل العربة.
تتيح زيارة الجزء الداخلي للفيلا، فرصة مشاهدة اللوحات الجدارية الخاطفة للأنفاس، كما رؤية قاعات الرقص. ومن الممكن أن تكون قد شاهدتها في فيلم “The Leopard”، للمخرج فيسكونتي.
وتم تصوير فيلم Ocean’s Twelve ، في الفيلا أيضاً، كما أنه المكان نفسه حيث صورت الفنانة جوين ستيفاني الفيديو الموسيقي لأغنيتها “Cool”.
تجدر الإشارة إلى أن موقع الفيلا هو نفسه كان فيه دير Santa Maria Assunta البينديكتيني. أما عام 1816، فاستحوذت الكونتيسة فيتوريا بيلوسو على المنطقة، وحولت الدير إلى سكن نبيل فخم، مع حديقة كبيرة على الطراز الإنكليزي.
وتغيرت ملكية الفيلا أكثر من مرة، بعد وفاة الكونتيسة. وفي عام 1882، استولى لويجي إيربا، نجل كارلو إيربا (مؤسس أول شركة أدوية إيطالية)، على العقار وأمر ببناء فيلا جديدة وأكثر ثراءً، كدليلٍ إلى القوة الاقتصادية للعائلة ونبلها.
وسلم إيربا المشروع إلى جيان باتيستا بورساني وأنجيلو سافولدي، وهما من أشهر المهندسين المعماريين في تلك الفترة. وغالباً ما كانت تدعو عائلة إيربا الفنانين والسياسيين إلى الموقع، فعُرفوا بحياة ثقافية واجتماعية مكثفة.
ورثت الفيلا ابنة إيربا كارلا عقب وفاته، واستخدمها لاحقاً ابنها لوتشينو فيسكونتي، كمقر لإقامته الصيفية ولتصوير العديد من الأفلام. وبيعت الفيلا إلى اتحاد عام، سنة 1986، لاعتمادها كمركز للمعارض والمؤتمرات.

اترك رد