منبر العراق الحر :
في بداية الستينيات عرضت سينما الأندلس الشتوي في الناصرية فيلم جيمس دين الشهير ( شرق عدن ) ومعه سرت بين الشباب تسريحة شعره الغريبة ، وفي ذات الفترة اتت افلام الممثل الهندي شامي كابور وخصوصا فيلمه ( جنكلي ) الذي عرضته سينما البطحاء الشتوي في الناصرية لتكرس ذات التسريحة والتي تسمى ( الصفاحيات ) ويكون فيها الشَعر في جانبي الرأس اكثر كثافة من المناطق الاخرى ، وتسرح تلك المنطقة وتدهن بدهن يلمع الشعر ، وكان اغلب اصحاب الصفاحيات من الشباب العاطلين والكسبة والمتأثرين بأفلام جميس دين وجون ترافولتا وشامي كابور.
ولأول مرة يعرف الحلاقون في مدينتنا ان زبائنهم يرغبون بنوعٍ من التسريحات وعليهم ان يتعلموا كيف يعتنوا بجهة الرأس من الصدغين.
كان في منطقتنا شاب فقير أسمه ( إطريف ) يسكن مع والدته في خرابة خلف بيتنا ويعمل صانعا في محل التورنه الذي يملكه المرحوم الحاج خضير الاسدي مجاور باب الصفاة .
كان أطريف يعتني بصفاحياته ، ولأنه لايملك نقودا للدهن الشعر الاصلي كان يدهنها بدهن الطعام ( الحشايش ) حتى عندما يتعلق بتلك الصفاحيات غبار الزنجار وتتلوث ملابسه بدهن المكائن.
وكان مغترا بتسريحته ويمارس لعبة كمال الاجسام حيث يتعمد عرض عضلاته وصفاحياته امام الشابات اللائي يجئن يتسوقن مع امهاتهم من الصفاة.
في حرب الشمال برزان تمت دعوة إطريف للجندية ، وذهبوا به الى ثكنة الحامية في الناصرية ، وما ان رآى العريف صفاحياته اللامعة حتى اجلسه على التنكه وحلقه بيديه ( زيان ) نمرة صفر.
نزل إطريف مساءً من الحامية وصار يمشي الى جانب الحائط حزنا وخجلا وخوفا من ان ترى ( كرعته ) البنات الائي كان يتباهى امامهن بتسريحته .
وقتها كنا نراه في مشيته المنكسرة فنضحك ونتذكر تسريحة صفحايات الممثل الهندي شامي كابور في فيلم جنكلي الذي عرضته سينما البطحاء الذين كان اغلب روادها من جنود الثكنة ، ونتذكر ايضا الممثل الامريكي ( جيه وارين كيريغان ) الذي ادى دور البطولة في فيلم شمشون الجبار الذي فقد قوته التي كان شعره الطويل مصدرها ، عندما كان نائما وقد تم قصه من قبل المرأة الشريرة.
*من كتاب ( أساطير الثكنة وقبعات الجنود )
![](https://manber.org/wp-content/uploads/2022/10/نعيم-مهلهل.jpg)