نــاعـي الـطـف …كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :
ألامَ الــنــعيُ يـــا نـــاعٍ بــوادينا
وقَـــد ســالَت بــلا نــعيٍّ مــآقينا
هــيَ الآهــاتُ ما انفكَّت تحاصرُنا
وكـــم مـــن أنَّــةٍ فــيها تُــناجينا
ونَــدري نــحنُ إن جــفَّت مدامعُنا
عــلــينا فــي غــدٍ تَــبكي مــوالينا
فــكَم مِــن غــصةٍ تَبقى تطاردُهم
ولَــن يَــصحو لــهُم مــلكٌ يُعادينا
ونَــحــنُ الآلُ لا زيـــدٌ سَــيورثها
ونَــعــلو فــوقَــهم إنّـــا وســارينا
وَيــكفي هِــندهُم كــبداً يُــحارِبُها
فـــلا أسّــاً لــمَن يَــبغي ولا ديــنا
ولَــن تَــصفو لــهُم يوماً مشاربُهم
ولا تَــنــفكُّ عَـــن دُنــيــا لــيالينا
قــلوبُ الــناسِ تَــهوانا بــها وَجلٌ
وَيــأتــي كــربــلا كــلٌّ كَــما جــينا
فــــشــرعُ اللهِ إيّــانــا مــصــادرهُ
ونــحنُ الأس مُــذ ســنَّ القوانينا
لــغــيرِ الــحقِّ مــا آلــت مــطالبُنا
وإن مــتــنا فــذكــرُ اللهِ يُــحيينا
ألا يـــا مُــنــيتي هـــذي مــنابعُنا
أيـــا عـــزّاً وكَــم عــزَّت امــانينا
حُــســينُ اللهِ يـــا حُــراً يــؤازرُنا
أبــيــاً بــيــننا يَــحــيا فــيــغرينا
مــلَكنا الــغربَ في شرقٍ بلا زمنٍ
ويــكــفــي إنــــنــا آنٍ ويــكــفينا
فــمَن يــهدي إذا زلَّــت محاملُكم
وَمــن يُــرجى وعنوانُ الرَجا فينا
ألا يــا شــيعتي شــاعَت مفاخرُنا
ولَــن تُــمحى لَــنا يــوماً عــناوينا
فــكــونوا مــثلما كُــنّا لــكُم زيــناً
فــلَن تَــنجوا إذا صــرتُم بها شينا
فــنحنُ الــلُبّ لا تُــخفى محاسنهُ
ويَــغني عــنّا لــو شَطَّت حواشينا
ألا يــا حــادي الظَعنِ ومن ظعنوا
إلــى نــهرٍ فــعجّلْ حــيثُ ساقينا
وسَــلْ عَــن كفّهِ اليُسرى بلا حرجٍ
عَــسى بــالجودِ من ماءٍ سَيروينا
فــفي يُــمنى أبــي فــضلٍ لنا عَلمٌ
ســواهُ الــدار مَــن فــيها سَيأوينا
رســولُ الــطّفِ حوراءٌ اذا نطَقت
بما في الحرفِ مِن معنى سَيُغنينا
فــمَن ذا قــبلها صــلّى عــلى مَهلٍ
كـــأنَّ الــليلَ لا يَــدري بــسبعينا
بــدورٌ حــولها صَــرعى تُخاطبُهم
ألا فــامــضوا إلــى ربّــي قــرابينا
وحَسب القوم ما ماتوا وان دُفنوا
لــهــذا الــيــوم نــاعــيهُم يُــنادينا
فــما بــانوا ومــا بُــنّا بــنا شــغفٌ
عــلى الــهاماتِ نَــمشيها وتُــغرينا
دروبٌ مــلــؤها حـــبُّ يــوحدُها
مـــزارٌ لــولا مــا فــيهِ ومــا فــينا
لــقُــلنا قــولــةً أخـــرى يُــكــفّرنا
بــمَن فــي الكفرِ تَهجوهم قوافينا
فكَم بالحبِّ مَن ماتوا ومَن قتلوا
وأولــى فــيها مَن صاروا مجانينا
كريم خلف جبر

اترك رد