ايران (الدولة الايرانية الحديثة)…حيدر زكي عبدالكريم

منبر العراق الحر :
ايران .. دولة بلاد فارس وعاصمتها – المدائن – قبل ظهور الدين الجديد في شبه الجزيرة العربية وشمال موطن العرب ومجاورة لدويلات صغيرة ومنافسة لدولة الرومان في بلاد الشام والوكلاء – مناذرة وغساسنة – يصولون ويجولون بأسم الكبار وشاءت الامور بأن يتم للعرب النصر في القادسية – نسبة الى حصن القدّيس ، وينسحب الجيش الفارسي الى داخل الدولة الفارسية ويتعقبه الجيش العربي بعد عدة معارك ينتصر فيها العرب ، وتمضي الايام وتدخل بلاد فارس الى الدين الاسلامي وتهدأ الامور ولكنها تبدأ بفتح جديد على الجانب الاخر ..
وتمضيّ السنين وتتجمع القبائل الفارسية تحت اسم – القاجار- وتأخذ دورها ما قبل الحرب العالمية الاولى وفي نهايتها وتحديدا في عام 1919 حاكم لإيران – احمد شاه قاجار – ضعيف في ايامه ، دمرت الزراعة وعمت المجاعة وظهر قائد عسكري ، قد تمكن من احضار القوات من قزوين الى طهران واستولى على العاصمة – طهران- واصبح القائد العام للجيش وقد قلد اصلاحات – كمال اتاتورك – 1925 وبعد خلع الاب واستلام الابن .. اعطى لنفسه اسما قوميا وهو ( بهلوي) تحت حماية ابيه وكان صارما مع الابن والتحق بالمدارس العسكرية وحصل على التعليم في سويسرا او ادخل المدارس الداخلية والاطلاع على حضارة الغرب وكان له حراسا مرافقين بأمر والده واصبح جديا ورياضيا متميزا في هذه المرحلة .
حوّل والده ايران الى دولة عصرية متطورة بسبب كميات النفط وكثر الطغيان .
وفي عام 1935 زار الشاه اتاتورك وفرض اللباس الغربي ومنع الحجاب بالقوة وقد تقبلت النساء هذا الامر وكانت الخطوة الاولى ، وعّلم النساء في عمر 16 عاما وكان يحب الشعر واعاد التدريب العسكري وتطورت الامور ولكنه لم يكسب ود رجال الدين برفض هؤلاء الاصلاحات وبدوره قلص حكم رجال الدين ….في مشهد وحرم رجال الدين من الامتيازات واعتمد العقاب بدل الثواب وكذلك تزوج من امرأة (مصرية) هي فوزية بعد ذهابه الى مصر ولكن المشتركات بينهما قليلة آنذاك ، وفي عمر 60 عاما حاول التخلي عن العرش للابن .
وفي الحرب العالمية الثانية ، اعلن الحياد ولكن فاروق ملك مصر ، حذر محمد رضا من الكبار – بريطانيا – وفي عام 1941 غزى الحلفاء ايران وكذلك روسيا من الشمال وبريطانيا من الجنوب وكانت المقاومة العسكرية الايرانية ضعيفة وقد اشرف بهلوي وابنه ولكن وصل الحلفاء وتم تهريب النساء وحلّت القوات المسلحة وقد استقال رضا – الشاه وتنازل لأبنه عام 1941 .ونفيّ الى افريقيا عن طريق – بندر عباس- وقد فرح الكثيرون لأنه كان متشددا وقد طرد كل من يحمل الجنسية الالمانية ولم يحترم من قبل الحلفاء وحصل الكساد في حينها وانتشرت الافكار الاشتراكية .
اما الامام الخميني – فقد حارب العلمانية ، فيما تغلغل رجال الدين الى المجالس وتوفي رضا بهلوي وجاء نظام شيوعي في اذربيجان واصبحت الظروف صعبة ووضع الابن بوضع الاختيار .
في عام 1949 وبجامعة طهران جرت محاولة لاغتيال الشاه ونجا من الموت فيما وضعت القوات الروسية شمال ايران وبأمر من ستالين مقابل – فدائي اسلامي- والبلد في حالة انقسام وفي عام 1949 زار الشاه واشنطن من اجل المساعدات المالية والعسكرية وان الاقتصاد الايراني كان يعتمد على الزراعة ووضعت خطة (7) سنوات وقال ترومان للشاه . احكم ؟ ومجلس الحكم منقسما وكان ( محمد مصدق) الذي انتزع حقول النفط من بريطانيا ودعم التأميم ودفع (الشاه) نحو الديكتاتورية وعيّن الشاه (الحاج علي) رئيس للوزراء ومعه النفط ويؤشر بتأميم النفط .
وابتدأت المشاكل السياسية من قبل الاسلاميون وارادوا اغتيال رئيس الوزراء واممت الصناعات وبدون تفويض واحتمال ان ترد بريطانيا بقوة . واندلعت الثورة في – عبادان- وارسلت بريطانيا قوات عسكرية واتخذ الشاه الوسطية بعد لقاء مصدق ، وان الاخير غير راغب في التنازل ثم عين الشاه – مصدق- رئيسا للوزراء وتهيئة بريطانيا للغزو . (ترومان) حاول تأجيل الحرب وسحب امهر العمال واصبحت عبادان بدون قدرة فنية وفرض حضر تصدير النفط .
خطة ال 7سنوات قد ماتت والشاه عاجز ولابد من اجراء مفاوضات فذهب مصدق الى امريكا للمساعدة وقد رفض ترومان المساعدة وحينها توجه انصاره المعتدلين وطلب مصدق من الشاه ان يقود الجيش ورفض طلبه .
(كاشاني) ايد مصدق وكذلك (حزب تودة) واعيد مصدق ليصبح قائدا للجيش وعندها تقوى (تودة) ومنح مصدق صلاحيات واصبح قائدا للجيش وقلل صلاحيات المعترضين وبذلك شعر الشاه انه مُهدد .
ومثلما خسِر فاروق عرش مصر وكذلك ضعف الشاه وزوجته ولم يكن سقوط (محمد رضا بهلوي) ساعتها بل السقوط كان يوم اقام احتفاله وبذخ بالاحتفالية التي صرف عليها ما يعادل اليوم المليار دولار واثار حفيظة الفقراء والفلاحين رغم توزيع الاراضي الزراعية نكاية بالأقطاع وهو لا يدرك “ان الفلاحين يودون رجال الدين والبازار اقرب لهم” وكان يريد تقليد التجربة التركية التي بدورها نجحت بكسر شوكة – العثمان- وبطرق قانونية تامروا ضد مصدق وابعد الشاه وسافر الى الخارج واذا سافر فسوف لن يسمحوا له بالعودة و99% قالوا بحل المجلس فأما رحيل الشاه او رحيل مصدق .
جاء دور – ثريا – التي لم تُذعن لمصدق وتم عزله وعيّن بدلاً منه – الجنرال زاهدي – وادرك مصدق لذلك وفشل الانقلاب وسافر الشاه مع ثريا الى بغداد ومنها الى روما ونشر – زاهدي- الجيش وطلب اعلان العصيان والجمهورية وفرق التظاهرات وانتشرت الدبابات واعلن زاهدي انه – رئيسا للوزراء – واعلن رجل الدين – بروجردي- بدعوته لعودة الشاه وقبض على مصدق وحكم عليه 3سنوات ، واجراءات ضد حزب توده ، وكان الشاه قد اسس – السافاك- وهي دوائر استخبارية واودع (كاشاني) السجن وكان الخميني وآرائه الثورية وعدم قدرته على زراعة الشاه ولا التأميم .
وقد اقيل زاهدي بعد عام واعترف بشموله السلطة وانه تحت سيطرة الامريكان ، ثم سافر الشاه وقرينته ، بدعوة من (خروتشوف) لعقد مذكرة تفاهم ولكن اعاد تقييم السفرة والدعم الامريكي والاصلاح الزراعي والتهديد السوفيتي ومعولاً على المعونة الامريكية .
كُل هذا وكان الشاه يفكر يوليّ العهد ووفاة شقيقته وكان هناك رئيس جهاز السفاك و37 ضابط يعدون لأنقلاب واتفق الشاه مع السوفييت حتى بعد قيام ثورة 14تموز 1958 في العراق .
وفي 1959 نجح الشاه بالاتفاق مع امريكا بقيام الدفاع المشترك وكانت المنطقة تموج بأحداث لا تتوافق مع مطالب – شرطي الخليج – وتقرر ان يغادر الشاه بدون رجعة ، وقرر انه لم يتسنى له بأخذ سجادة الطاووس ومن العراق بدأ – الامام الخميني- يرسل اتباعه والاشرطة التي تدعو للثورة واستغلوا حكام العراق بالتحضير لإسقاط الشاه وسفر الخميني الى الكويت ثم الى تركيا وبعدها الى باريس ، وقد تطورت الاحداث وفي سفرة بطائرة هبطت بطهران واستلم الحرس الثوري وتعتبر بداية الجمهورية الاسلامية الايرانية .
اما الشاه فقد تاه في العواصم الاوربية ولم يسمح له بالبقاء الى ان توفى ودفن في القاهرة بأمر من الرئيس السادات كرّد للجميل الذي ابداه الشاه في تزويد – مصر- بالوقود اثناء حرب تشرين 1973- مصر مع الكيان الصهيوني .عندها ستبدأ احداث اخرى بين ايران والعراق..
من الفرس الى القاجاريين الى الشاهنشاهية الى يومنا هذا وولاية الفقيه .
ودوام الحال من المحال …

اترك رد