نصّ : على هامش الرحيل –…حكيم جليل الصباغ

منبر العراق الحر :

ادْهشيني بروعتِكِ , أرهقني تزاورُ عينيكِ
ذاتَ الوداعِ الغَرورِ , وذاتَ لقاءاتٍ وُهُومْ !
مذْ أفاقتني سمرتُكِ الوافية من غيبوبة البياضْ:
أصرُخُ بين يديْ جلالة هجرِكِ الألمعي ,وشتّان بينَ حُلمينِ :
ماكرٍ و حنيفٍ , أنّى توسّدْتُكِ على بُعدِ
خيالٍ لاينضبُ , سَكبْتِ برودةَ الموتِ على
أجنحةِ مثواىَ , فزَزْتُ مرعوباً من يقظتي المجرمةْ ,
إلامَ : يُغرِقُ غيابَكِ دمعيْ , فتنتهزي الماءَ لإذلالهِ,
وتقتلي بضوضاء جمالكِ رخامة عشقي .
أنا أوّلُ (أهلِ الاعرافِ ) قاطبةً على
حدود شفتيكِ البارعةِ باللهيبِ
– لا موطئَ لي على شهيق احتراقي –
يُشتّتَني يأسي الى جميع جهاتكِ الغائبة بي , يصدأ بصري بمرأى
الجحيم , ويُمزّقُني نجمُكِ الضاحكُ فريسةَ ليلٍ ,
يعزُّ فيهِ المشبوهون ببداوة ِ القلوبِ والمُهَجِ ,
وتكفُّ عينيَّ جنانُ عينيكِ عن شهيّ نسيمِها المرتقَبِ
– لا ريبَ – حانَ إقتلاعُ النخلة الباسقةِ
من تربة قَدَري , ذاتَ رحيلْ ,
كلانا حكايةٌ قديمةٌ للطينِ , َبيْدَ :
نوايانا , تصلبُنا على أعمدة الخديعةْ .
—————————
الوُهوم : جمع وهم
أهل الاعراف : كما ورد في تفاسير القرآن الكريم , قومٌ يقفون على اسوار بين الجنة والنار ,يرونهما معا , يرحمهم الله فيدخلهم الجنة . شرح سورة الاعراف بتصرّف واختصار شديد .
حكيم جليل الصباغ

اترك رد