أَمشي بِلا قَدمِ…..كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :عندما كنت أذهب مشيا على قدمي من النجف إلى كربلاء ففي كل سنة وأنا في الطريق اكتب قصيدة من أربعين بيتا على الحسين عليه السلام ….

زَحْفاً على هامَتي أَمشي بِلا قَدمِ
دعني فَلا أشتكي مِن لوعة الألمِ
إنْ قيلَ مكرمةً ما كُنتُ أَحسبُها
فالجودُ جودهمُ لَسنا مِنَ الكُرمِ
يا سَيدي غَرّني إن صاحَ صائِحُهم
هبَّت إليهِ الأُلى مَعقودةُ الذممِ
سِرنا إلى كَربلا والدمعُ يسبقُنا
والروحُ في مَددٍ تَمضي بِلا سقمِ
نادى الى صلحِها مَن كانَ ينكرهُ
تيهاً ومِن عَدمٍ يَدعو الى عَدَمِ
لكنَّ مَن خَرجوا للطفِّ يَندبُهم
للصلحِ في أَحرفٍ مِن ذلكَ القلمِ
سبطٌ ومِن جَدّه جِدٌّ يشاطرهُ
مِن عصمةٍ سورَت في سورِ مُعتَصمِ
لَم يأتهم أشراً يَسعى ولا بطراً
لكنَّ مَن مَلكوا ساووها بالظُلمِ
للهِ مِن ميتةٍ ما كانَ يَدركُها
فكرٌ ولا لوحةٌ في رسمِ مرتَسمِ
ما مِن فجيعٍ مَضى والكلُّ يَنشدهُ
نِعمَ الحُسين الذي في النونِ والقَلمِ
نِعمَ الحُسين الذي كالنورِ مَطلعهُ
يحمي ظهور الحمى مِن سطوةِ الظُلمِ
نِعمَ الحُسين الذي تَسمو مَناقبهُ
يا فخرَ منقبةٍ مِن ساطعٍ قَرمِ
نِعمَ الحُسين الذي في الشرقِ علَّمنا
لابُدَّ مِن مغربٍ للطينِ والرُقَمِ
نِعمَ الحُسين الذي ما زالَ يُسمِعُنا
لحناً وفي آهةٍ من أعذبِ النَغمِ
يا نفحةً عطرُها مسكٌ يشاورُنا
يَروي ضما حسرةٍ مِن حاسرٍ شَبِمِ
يا ابنَ الرسولِ الذي تَعلو مراتبهُ
عَن كلِّ مرتبةٍ قامَت ولَم تقمِ
يا ابنَ التي أرضَعت والفخرُ فاطمةٌ
مُذ كنتَ في رحمِها غَذتكَ بالشمَمِ
يا ابنَ البليغ الذي بالقولِ بالغهُ
يا ابنَ الكَليم الذي ما ضرَّ بالكَلِمِ
دَعني ولا تَغتلي يا صاحِبي لحظةً
الموتُ مغنمةٌ مَن ماتَ في الحرمِ
عباسُ من حولِنا قَد باتَ يَحرسُنا
أعداءهُ هزمَت في شرِّ مُنهزمِ
النهرُ من عطشٍ يَشكو فيَطلبهُ
في كفّهِ بَرَدٌ والنبعُ في حِمَمِ
لم يَنكسرْ ظهرهُ يا سَيدي كذِبٌ
بل شطَّهم شططاً في دوحةِ الديمِ
موتٌ يسامرهُ كَي يَعتلي صرحَها
عزّاً وفي رتبةٍ من سيدِ الأممِ
هَل يَدري حاكمُنا ما سرَّ قدرَهمُ
اللاءُ مَفهومُها في مَنبسِ النَعمِ
لاحَت وكَم حسبةٍ بالعقلِ يَدركُها
تَبقى لتَسعفنا في محضرِ التُهمِ
قَد نَصحو في لحظةٍ بالطفِ صامتةً
نزَّت بملتَحمٍ في صفِّ ملتَحِمِ
موتاً ارادوا لَنا والموتُ يَعشقُنا
والسرُّ في موتِنا بالموتِ لَم نَضُمِ
يا صاحِبي دُلَّني تِهنا ومِن نوّبٍ
كالمزنِ لو هَطلَت مِجنا بملتَطِمِ
في الحبِّ منزلةٌ تَحيا بِها أبداً
في عشقِ ملحمةٍ إن شئتَ فالتزمِ
عُربٌ ومِن عَرَبٍ بالذكرِ نَعرفُهم
ماذا وذي عُربٌ بالأصلِ مِن عَجمِ
مُرهُ على مهلِ فالركبُ منتظرٌ
منفكَّ في سأمٍ أشقى مِن السأمِ
لا سهلَ قَد يَرتضي يوماً ولا جبلاً
يَأبى لهُ منزلا إلا على القَمَمِ
إنَّ المَدى فلكٌ والقُطبُ محورهُ
فَردٌ بمفرَدهِ يَكفي عَن الأممِ

اترك رد