حــمّـل ركـابــك ….كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :
حــمّــلْ ركــابَكَ وارحــلْ أيُّــها الــرجِلُ
مــشــيَّاً لــمَــن رامــها حــافٍ ومُــنتَعِلُ
‏تــلــكَ الــقــبابُ الــتي تَــعلو مــنائرُها
‏ مـــا ضــيَّــعت دربَــها خــيلٌ ولا أبــلُ
‏مـــا ضــرَّنا شــامتٌ لــو جــاءَ يــنكرُنا
‏ مِــن قــبلِنا فــي الــهَوى قالوا بنا خَبَلُ
‏فــي دربِــهم يــا تُــرى عِــسْرٌ نكابدهُ ؟
‏ مــا بــالُ دربَ الأسى شطَّت بهِ السُبلُ
‏وَيــلــي عــلى زيــنبٍ راحَــت تــودعهُ
‏ والــركــبُ مــنــحدرٌ عــنها ومــرتَحلُ
‏حــتّــى مَــتى أدمُــعي لــلآن اذرفُــها؟
‏ عــيَت ومِــن حــرّها ذابَــت بها المُقلُ
‏كِــلْــنا عــلــى عَــجلٍ والــدمعُ يــشربُنا
‏ مَــن يــا تُــرى غيرُنا بالكيلِ ما بَخلوا؟
‏سِــرنــا ومِــن حــولنا الآمــالُ راجــيةً
‏ هَــلْ فــي أتــى قادمٌ يَحيا بهِ الأملُ؟
‏مـــا ضـــاقَ فـــي أفــقِنا آلٌ تــؤازرنا
‏ مَــعــروفُهم مَـــددٌ تَــحيا بــهِ الــدولُ
‏لــكــنَّ مـــن مَــرقوا بــانوا بــلا عــددٍ
‏ لَـــو زانَــهُــم زمــنٌ مــقدارهُم وَشــلُ
‏إنَّ الــحــروفَ الــتي مــازلتُ أرســمُها
‏ ضــاقَت ومِن هيبةٍ في مدحهِ الجُمَلُ
‏الــحزنُ يــغمرني قــد صــارَ بــي جبلاً
‏ وَيــلي عَــليكَ وَويــلي مِــنكَ يا جبلُ
‏تــلكَ الــقبابُ الــتي تــزهو ومــن حِللٍ
‏ بــانَــت بــهــا غـــرَرٌ لــكــنّها الــشُــعَلُ
‏فــالــروحُ ســاريــةٌ لابُـــدَّ مِـــن وتــدٍ
‏ فــأنــزلْ بــها ســاجداً لــلهِ يــا زُحَــلُ
‏هــذا الــحسينُ الــذي لــولاهُ ما عرفوا
‏ عِــن ديــنِهم عُــربٌ يــوماً اذا سُــئلوا
‏قــامــوسُــهُم عَــجَــمٌ لـــلآن تَــكــتبُهُ
‏ فــي أحــرفٍ رُســمت يا ما بها جَهلوا
‏غـــاروا ومــا غــيَّروا مــاذا سَــينفعُهم
‏ الــسيفُ فــي غَــمّدهِ يَــصدا ويَنخذلَ
‏تــاريــخنا مــغبرٌ والــعينُ فــي عَــمشٍ
‏ من صَحّحوا أينهم ؟ خابوا وكم عُزِلوا
‏لـــلآن فــي ســجنهِ يَــستامهُم شــرفٌ
‏ ســادوا ومــا ضَــرَّهم فــي أينما نزلوا
‏لــــلآن تــاريــخُــنا قــــوادُهُ مَــــلــكٌ
‏ والــظــلمُ مــمــلكةٌ مـــا زلَّــهــا الــقَلَلُ
‏والــرجــسُ حــاشيةٌ صــيدٌ ومــصيَدةٌ
‏ أعــيــانُهم زمـــرةٌ والـــزورُ والــسَفلُ
‏والــشــمرُ نــعــرفهُ مـــازالَ يَــرفــسُنا
‏ مـــا صــابَــهُ وَهَـــنٌ يَــوماً ولا شــللُ
‏مُـــذْ غــادرَت كَــربلا والــفقرُ مــسكنُنا
‏ تــلكَ الــسَبايا الــتي حَــنَّت لــها الإبلُ
‏والــغيمُ مِــن فــوقِنا مــا عــاد يــتبعُنا
‏ إن مَــسَّــنــا جـــزعٌ أو نــالــنا مَــلــلُ
‏لــكــنَّ مَـــن ســاقَــهم خــزيٌّ يــسّوقهُ
‏ فــي نَــهجهِم خَــلَلٌ بَــلْ كــلُّهم خَــلَلُ
‏يَــبــقى الــحسينُ أبــاً حُــرّاً يــماطلهم
‏ فـــي سِــفْــرِهِ خــالداً لــكنَّهم رَحــلوا
كريم خلف جبر

اترك رد