منبر العراق الحر :
حــمّــلْ ركــابَكَ وارحــلْ أيُّــها الــرجِلُ
مــشــيَّاً لــمَــن رامــها حــافٍ ومُــنتَعِلُ
تــلــكَ الــقــبابُ الــتي تَــعلو مــنائرُها
مـــا ضــيَّــعت دربَــها خــيلٌ ولا أبــلُ
مـــا ضــرَّنا شــامتٌ لــو جــاءَ يــنكرُنا
مِــن قــبلِنا فــي الــهَوى قالوا بنا خَبَلُ
فــي دربِــهم يــا تُــرى عِــسْرٌ نكابدهُ ؟
مــا بــالُ دربَ الأسى شطَّت بهِ السُبلُ
وَيــلــي عــلى زيــنبٍ راحَــت تــودعهُ
والــركــبُ مــنــحدرٌ عــنها ومــرتَحلُ
حــتّــى مَــتى أدمُــعي لــلآن اذرفُــها؟
عــيَت ومِــن حــرّها ذابَــت بها المُقلُ
كِــلْــنا عــلــى عَــجلٍ والــدمعُ يــشربُنا
مَــن يــا تُــرى غيرُنا بالكيلِ ما بَخلوا؟
سِــرنــا ومِــن حــولنا الآمــالُ راجــيةً
هَــلْ فــي أتــى قادمٌ يَحيا بهِ الأملُ؟
مـــا ضـــاقَ فـــي أفــقِنا آلٌ تــؤازرنا
مَــعــروفُهم مَـــددٌ تَــحيا بــهِ الــدولُ
لــكــنَّ مـــن مَــرقوا بــانوا بــلا عــددٍ
لَـــو زانَــهُــم زمــنٌ مــقدارهُم وَشــلُ
إنَّ الــحــروفَ الــتي مــازلتُ أرســمُها
ضــاقَت ومِن هيبةٍ في مدحهِ الجُمَلُ
الــحزنُ يــغمرني قــد صــارَ بــي جبلاً
وَيــلي عَــليكَ وَويــلي مِــنكَ يا جبلُ
تــلكَ الــقبابُ الــتي تــزهو ومــن حِللٍ
بــانَــت بــهــا غـــرَرٌ لــكــنّها الــشُــعَلُ
فــالــروحُ ســاريــةٌ لابُـــدَّ مِـــن وتــدٍ
فــأنــزلْ بــها ســاجداً لــلهِ يــا زُحَــلُ
هــذا الــحسينُ الــذي لــولاهُ ما عرفوا
عِــن ديــنِهم عُــربٌ يــوماً اذا سُــئلوا
قــامــوسُــهُم عَــجَــمٌ لـــلآن تَــكــتبُهُ
فــي أحــرفٍ رُســمت يا ما بها جَهلوا
غـــاروا ومــا غــيَّروا مــاذا سَــينفعُهم
الــسيفُ فــي غَــمّدهِ يَــصدا ويَنخذلَ
تــاريــخنا مــغبرٌ والــعينُ فــي عَــمشٍ
من صَحّحوا أينهم ؟ خابوا وكم عُزِلوا
لـــلآن فــي ســجنهِ يَــستامهُم شــرفٌ
ســادوا ومــا ضَــرَّهم فــي أينما نزلوا
لــــلآن تــاريــخُــنا قــــوادُهُ مَــــلــكٌ
والــظــلمُ مــمــلكةٌ مـــا زلَّــهــا الــقَلَلُ
والــرجــسُ حــاشيةٌ صــيدٌ ومــصيَدةٌ
أعــيــانُهم زمـــرةٌ والـــزورُ والــسَفلُ
والــشــمرُ نــعــرفهُ مـــازالَ يَــرفــسُنا
مـــا صــابَــهُ وَهَـــنٌ يَــوماً ولا شــللُ
مُـــذْ غــادرَت كَــربلا والــفقرُ مــسكنُنا
تــلكَ الــسَبايا الــتي حَــنَّت لــها الإبلُ
والــغيمُ مِــن فــوقِنا مــا عــاد يــتبعُنا
إن مَــسَّــنــا جـــزعٌ أو نــالــنا مَــلــلُ
لــكــنَّ مَـــن ســاقَــهم خــزيٌّ يــسّوقهُ
فــي نَــهجهِم خَــلَلٌ بَــلْ كــلُّهم خَــلَلُ
يَــبــقى الــحسينُ أبــاً حُــرّاً يــماطلهم
فـــي سِــفْــرِهِ خــالداً لــكنَّهم رَحــلوا
كريم خلف جبر