منبر العراق الحر :
أنا النهر
الذي يعرجُ على ضفة واحدة
لم يتسع البحر لي
فلذتُ بالرحمن الرحيم…
أنا الذي أبحث عن أزرق
بلا شواطئ
وأنا شاطئ وحيد
أرنو في وجه الماء
وبدل أن أرى وجه السماء
أرى وجهي المصفّح بالملح
كاعتذار من الحياة…
أنا النهر
في فمي ماء
لا أقدر أن أتحدث معكم
عن الضياع
ليس لدي في برية المجهول
وقتا ضائعا…
أنا الجسر الذي
أغوته الضفاف الشهية
كيف صرتُ نهرا
في مجرى العبور
وعاقبني الله
على وقفة الفلوج
بدل الزحف على بطني
كنهر
لا يحب مجاري الولوج…
أنا النهر
الذي حمل ظهره
على نحره
وقفز كشلال
حين قطعتْ سكين الرعشة يديه
وسقط
كصوت إسعاف
ولم يسعفه سوى الطوفان…
أنا النهر
الآرامي
الكثير
لقد قبّ ضلعي يسوع
بحثا عن ينبوع
عذب
وخانتني السواقي
مقابل حفنة من الماء…