منبر العراق الحر :
وجوه القتلى من الاطفال
تزورني في الليل
في النهار
في أحلام اليقظة،
أرفع كوب الماء
إلى فمي
وأقول:لا أستحقُّه!
ارفع قطعة خبز مغمَّسةٍ
في مَرقِ الدجاجِ
وأقول:أنا وحش عديمُ الرحمةِ
فاقدا للإحساس!
أتنفس، وأقول:هذه الحياة خطأٌ كبيرٌ!…
وجوهُ القتلى من الأطفال
مُعفّرةٌ بالغبار
ببقايا
حُطامِ المنازلِ،
تكْسُوها دماءٌ وردية،
لكنّي أراها تطير بأجنحةٍ من نور،
تمرّ بالوِهاد
فتَخْضَرُّ،
تمرّ بالجبال
فتَشهق
أكثر،
تمرّ بالانهار
فيزداد
غناؤها،
يا لَلعجب، تمر بالأصنام الحجرية
فلا تتحرك!
رغم أن النجمة السداسية
فقدت مثلّثين
وغابت قاعدتها
في ضباب الكلام،
ها أنا أرى جيدا
أرى الرجال الملثّمين
يحفرون قبورا كثيرة
لدفن بقايا النجمة
والاصنام
وبعض الشياطين،
في الاثناء،
كان الأطفال ذوو الاجنحة
يواصلون طيرانهم نحو
زمن آخر.