منبر العراق الحر .
لَمْ أَكُنْ شَيْئًا يُذْكَرُ ، كُنْتُ مُجَرَّدَ رَقم بَيْنَ الْبَشَرِ.
أَخْتَالُ فِى أَحْضَانِ الْغُيُومِ ، تُدَاعِبُنِى قَطَرَاتُ الْأَمْطَارِ، تُوقِظُنِى مِنْ سُبَاتِى قَطَرَاتِ النَّدَى، حَتَّى حَلَّ
الشِّتَاءُ.
أَصَابَنِى الْجَلِيدُ بِالْإِعْيَاءِ ، هَبَطَتْ إِلَى الْوُدْيَانِ ، صَعِدَتْ جَوَارِحِى إِلَى قِمَمِ الْجِبَالِ ، كُنْتُ أَدُورُ وَأَدُورُ ،
كَالْأَجْرَامِ ، لَزِمْتُ الْمَدَارَاتِ .
زَادَتْ الْبُرُودَةُ حَوْلَى ، خَفَتَتْ النُّجُومُ ، كَأَنَّهَا مَصَابِيحٌ فِى وَضَحِ النَّهَارِ ..
عَدْتُ إِلَى غَيْمَتِى نَظَرْتُ إِلَى الْأَعَالَى ، كَيْفَ لَمْ أَرْتَقِى ، كَيْفَ نَسِيتَ مَوْطِنِى .
امْتَطَيَتْ جَوَادُ الْعِشْقِ، شَقَّ فَضَاء وَحْدَتِى، أَخَذَنِى وَارْتَقَى ، هُنَا لَاحَ السَّلَامُ ، الْأَمَانُ ..
هُنَاكَ فِى قَلْبُكَ، وَجَدتُ مِحْرَابَى وَمُخْدَعَى..
الكاتبة أميمه عبد العزيز