منبر العراق الحر :
سأعبد يوما ما أريد
سأعبد شمسا
تتبعني
حين أدير ظهري لها
كي لا تستبد العتمة والتماثيل بي
وأتبع نجمة المجاز
إلى مزود القصيدة.
سأسمع يوما ما أريد
كالصوت كنتُ أصغي إليكم
لم تسمعوني
فتجعّد صوتي
كوجه البحر
في حنجرة الريح
كرهتُ التقليد
هناك من رماني بصيغة المفرد
سال اللحن من جسدي
وهناك من رماني بصيغة الجمع
سالت لغة الحروف من لساني
وحتى الآن لم أقل ما أريد.
سأرى يوما ما أريد
سأواظب على رؤية الله
حتى لا يبقى ملجأ له
ولا يبقى لي منفى
إلا وأزوره
أو ألوذ بجنة وجهك
وجنة القصيدة
وأُسلم للذي يَرى ويُرى
للشعر.
سأصلب يوما
من أريد
سأصلب مسيحا
شاعرا
عاشقا
لم يترجل
من كلمة
من قبلة
من ماء
بل ترجل
من نبوءة تعض على لسانها حتى يسيل الدم، يعتريها قشب الشفاه، يعلوها سفلس النسل…
من نبواءت تفرض عليّ ما تريد.
سأصير يوما ما أريد
سأصير الغريب الذي أنا
وأحب الغرابة التي أنتِ
والوطن الذي صار غريبا وغرابة وغربة
سآوي الروح القدس
وأنقذها من حبس الجوهر
عبر مفازات الجسد
ومآلات الشواذ.
سأهتم بقضايا
قد لا يكون لها طعمة
مثل حبة زبيب شنقها العطش
واستحالت فاتح شهية للمطر
في الشتاء،
مثل تقوّس ظهر النهار في الخريف
بعوز الضوء،
مثل طاغية يستر عورته
بحفاض شعبي
كي لا يبول على كرسيه،
مثل امرأة تحاول أن تكون أجمل من صديقتها الجميلة،
مثل بلد القريب والبعيد
تسوده حواجز ومحاكم التفتيش،
مثل الخوف أكبر معهد لتخريج المجرمين أو الشعراء والفنانين.
سأهتم بأنواع القبل وأشكالها
وأقوم بتصنيفها
في كتاب له شفتين كاسرتين
كضفتي المتوسط
وله لسان العرب
كي يسيل لعاب العالم على تقبيل هذه البلاد
كما يسيل في الحروب عليها،
وأتفرّغ أنا
لقبلة تمتد من محيطك الهادر
إلى خليج سرّتكِ الثائر
وأكون يوما ما أريد.
==
قيس جرجس